د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: المرقش واسماء الأحد مايو 08, 2016 12:08 pm | |
| أحب المرقش ابنة عمه أسماء وهى صغيرة وأحبته، ونما الحب فى قلبيهما، ثم خطبها من أبيها، فأخذ يماطله ويعده فيها المواعيد . ولعله لم يكن يراه كفؤاً لابنته، إذ يذكر الرواة أنه قال له : لا أزوجك حتى تعرف بالبأس وتزور الملوك وكان أبوها عوف بن مالك من فرسان بكر المعدودين، وكذلك كان أخوه عمرو بن مالك، وهو الذى أسر مهلهل بن ربيعة أخا كليب فظل فى أسره حتى مات. وانطلق المرقش يبنى مستقبله ويرفع من شأنه حتى يكون جديرا بابنة عمه المحبوبة، فاتصل ببعض الملوك يمدحهم، وينال جوائزهم . ثم عاد إلى وطنه بعد سنين ليفاجأ بنبأ أذهله وجعل كل آماله تتهاوى فى يأس قاتل وحزن مميت . لقد كان فى انتظاره نبأ موت صاحبته التى تغرب عن وطنه تلك السنين من أجلها، ودلوه على قبر قالوا له إنه قبرها . وارتبطت أيامه بهذا القبر يندب عنده حظه، ويبكى آماله، ويذوب كمدا وحزنا فوق أحجاره الصامتة . ثم تكون المفاجأة المذهلة حقا، لقد ترامى إلى سمعه ذات مرة أن أسماء لم تمت، وإنما تزوجها أحد سادة مراد الأثرياء فى أثناء غيبته، بعد أن أطمع أباها فى ماله الكثير، وأن نبأ موتها مفتعل، افتعله إخوته ليخفوا عنه الحقيقة المرة، ويتفادوا ما تجره وراءها من أحداث . وينطلق المرقش إلى ديار مراد فى صحبة عبدين له، ولكن داءً عضالاً يحل به فى الطريق، وييأس منه العبدان، ويقطعان الأمل من شفائه، ويظنان به الموت، فيخلفانه فى كهف بأرض مراد، ويعودان إلى أهله ليعلنا لهم أنه قد مات . ثم يتبين أخ له الحقيقة، لقد سجل المرقش قصته مع العبدين فى أبيات كتبها على رحله فقرأها أخوه الذى ينطلق نحو أرض مراد باحثا عنه بعد أن يقتل العبدين . وهناك عند الكهف يعلم أنه قد حمل إلى أسماء، لقد وردت على الكهف غنم عرف المرقش من راعيها إنها غنم المرادى زوج أسماء، فاحتال على الراعى حتى طرح خاتمه فى اللبن الذى حمله إلى أسماء جاريتها كل مساء . نفس الأسلوب الذى اتبعه عروة بعد ذلك حين نزل ضيفا على زوج عفراء بالشام . وتعرف أسماء خاتم حبيبها القديم، وتعرف من الراعى موضعه بالكهف، وأنه تركه يعانى سكرات الموت، فتسرع هى وزوجها إليه ليعودا به إلى بيتهما. وفى أرض مراد حيث استقرت حبيبته يلفظ المرقش أنفاسه الأخيرة بعد أن يودع الحياة بأبيات من الشعر يصور فيها حيرته، وآماله الضائعة، وماضيه الجميل الذى قطعت عهوده ومواثيقه إلى الأبد
| |
|