منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القس وسلامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

القس وسلامة Empty
مُساهمةموضوع: القس وسلامة   القس وسلامة Emptyالأحد مايو 08, 2016 12:09 pm

هو عبد الرحمن بن أبى عمار الجمشى من أهل مكة . وهى سلامة، مولدة من مولدات المدينة كانت مملوكة لسهيل بن عبد الرحمن بن عوف

هو كان يوصف بأنه من أعبد أهل مكة، وقد لقبوه بالقس لكثرة تعبده ، وهى كانت من أشهر مطربات عصرها، تستقبل الشعراء فينشدونها وتنشدهم الشعر، ويتغنون بجمال صوتها وظرفها ويتنافسون للحصول على رضائها . حكايتها اشتهرت وشاع خبرها في الربع الأخير من القرن الهجرى الأول، اثناء خلافة عبد الملك بن مروان وأبنائه . بدأت الحكاية بصدفة، ولكنها كانت خيراً من ألف ميعاد . فلأمر ما ذهب الناسك المتعبد إلى المدينة . والحجاز في صدر الإسلام كانت الحياة فيه - كما يصفها لنا كاتب الاغانى - حياة فرح ومرح ومغنى وطرب، إلى جانب الزهد والورع والتقوى والحديث والفقه. كان عبد الرحمن بن أبى عمار مارا فسمع غناء سلامة، فوقف وراح ينصت، وقد أعجبه صوتها وأداءها إلى الحد الذى جعله غير قادر على التحرك من مكانه. ورآه مولاها، ولا شك أنه عرفه وعرف قدره حتى أنه رحب به وقال له : هل لك أن أخرجها إليك او تدخل فتسمع ! فأبى. فقال مولاها: أنا أقعدها في موضوع تسمع غناءها ولا تراها فأبى. فلم يزل به حتى اخرجها فأقعدها بين يديه، فتغنت له . وصار عبد الرحمن بن أبى عمار يتردد على دار أبى سهيل مدة طويلة فيستمع إلى سلامة وهى تغنى، ثم يتحدثان معا وسط الناس إلى أن سنحت لهما الفرصة ذات يوم لينفردا معا دون رقيب من البشر . خرج مولى سلامة لبعض شأنه وخلف القس (عبد الرحمن بن أبى عمار) مقيماً لدى سلامة، وكانت حكايتهما قد ذاعت بين أهل مكة، واصبح الناس يتهامسون بما يجرى في دار سهيل، وذلك الفقيه الورع الذي تحول إلى عاشق متيم بالمغنية. ولعل سلامة أرادت أن تطور العلاقة بينهما فهى أيضا قد شغفت بذلك المعجب المفتون، وبأدبه وشخصيته المهذبة. وهى جارية، يستطيع لو أراد أن يشتريها من مالكها، فتصير ملك يديه، أو يستطيع أن يشتريها منه، ويحررها ثم يتزوجان على سنة الله ورسوله . لابد أن يحدث شيء لينقذ سمعة الفقيه، ويخفف عن قلبها لوعة الاشتياق ومرارة الحيرة والضياع . إنها - مثل أى انثى - تتوق إلى حياة مستقرة هانئة حيث يمكنها أن تعتق من حياة الليل والسمر والغناء
ويروي أبو الفرج عندما انفرد العاشقان في خلوة عنهما، قالت له: أنا والله أحبك . قال : وأنا والله أحبك . قالت : وأحب أن اعانقك وأضع فمى على فمك . قال : وأنا والله أحب ذلك . قالت : فما يمنعك! فو الله إن الموضع خال . لكن عبد الرحمن بن أبى عمار كان له موقف آخر . فلابد أنه خشى على حياته من سيطرة الحب . لقد ادرك انه اذا ما امتلك سلامة فلن ينشغل بشيء آخر سواها . ولعلها ستغير حياته تماما، وتصرفه عن الفقه الذى تخصص فيه، والورع الذى عرف عنه حتى أن الناس كانوا يشبهونه بعطاء بن رباح، أحد التابعين ومن أجَلِّ فقهاء مكة وزهادها، ولعله كان يتطلع لأن تكون له مكانته، فيجلس في المسجد الحرام ويجتمع الناس حوله، فيفتيهم ويحدثهم ويعلمهم، كما كان عطاء يفعل . فما أن تطور الحديث بينه وبين سلامة إلى الحد الذى دعته فيه صراحة إلى عناقها حتى أجابها : يمنعنى منه قول الله عز وجل: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فأكره أن تحول مودتى لك عداوة يوم القيامة ثم خرج من عندها وهو يبكى فما عاد إليها بعد ذلك . وتتوقف الحكاية عند مغادرة عبد الرحمن دار سلامة، ولا تقول هل استدعته مرة أخرى، أو حاولت ان توسط بينها وبينه واحدا من الشخصيات المعروفة التى كانت تتردد عليها وتستمع لغنائها، كالأحوصى أو قيس بن عبدالله الرقيات اللذين كانا يعلمان بأمر عشق القس لها، فقال ابن قيس الرقيات في ذلك
لقد فتنتا ريا وسلامة القسا ----- فلم تتركا للقس عقلا ولا نفسا فتاتان اما منهما فشبيهة الـ ----- هلال واخرى منهما تشبه الشمسا
وريا أخت سلامة وكانت تلازمها أثناء زيارة القس لها . وعلم الخليفة يزيد بن عبد الملك بأمر سلامة فقال : ما يقر عينى ما أوتيت من أمر الخلافة حتى أشترى سلامة . فأرسل الرسل إلى المدينة فاشتروا سلامة بعشرين ألف دينار. وعلم الخبر في المدينة، فتوافد الناس على سلامة ليودعوها ويسلموا عليها، وسارت هى في موكب كبير يسيعها الخلق من أهل المدينة، فلما بلغوا مكانا يدعى سقاية سليمان بن عبد الملك، قالت للرسل لابد أن أتوقف لأودع القوم فأذن للناس عليها، فانقضوا حتى ملئوا فناء القصر الذى كانت تستريح فيه، فوقفت بينهم ومعها العود وراحت تغنى
فارقونى وقد علمت يقينا ----- ما لمن ذاق ميتة من ايابأن أهل الحصاب قد تركونى ----- مولعا موزعا بأهل الحصاب
ولم تزل تردد القصيدة حتى راحت، وانتحب الناس بالبكاء عند ركوبها، فما بقى أحد إلا بكى . هكذا كان تأثير الفن على أهل المدينة قبل ان ينصرم قرن واحد على هجرة رسول الله (ص) إليها . كانوا يطلقون لأنفهسم العنان فيعبرون بحرية عن اعجابهم الشديد بذلك الفن والموهوبين فيه . حتى أن واليا جديدا ولى على المدينة ونصحه البعض بأن يغلق دور اللهو ويطهر المدينة من الغناء والمجون . فاستمع للنصيحة وانذر اهل الطرب ان يخرجوا جميعا من المدينة وأعطاهم مهلة ثلاثة أيام . إلا أن أحد معجبي سلامة تحايل على الوالى الجديد حتى جعله يستمع لغنائها، فقام الوالى من مجلسه فقعد بين يديها ثم قال: لا والله فما مثل هذه تخرج . قال ابن عتيق : لا يدعك الناس يقولون اقر سلامة واخرج غيرها. قال : فدعوهم جميعا فتركوهم جميعا . أما الخليفة فما استقبل سلامة حتى قال: أنا الآن كما قال الشاعر
فالقت عصاها واستقر بها النوى ----- كما قر عينا بالاياب المسافر
واما الفقيه عبد الرحمن بن ابى عمار، فلم تذكر عن فقهه الكتب شيئا، وإنما فقط خلدت أشعاره التى قالها في حبه لسلامة ومنها تلك القصيدة التى كانت أول ما غنت سلامة لوليد بن اليزيد
ألا قل لهذا القلب هل انت مبصر ----- وهل أنت عن سلامة اليوم مقصرألا ليت أنى حين صار بها النـوى ----- جليس لسلمى حيث ماعج مزهروإنى إذا ما الموت زال بنفسها ----- يزال بنفسى قبلها حين تعبراذا اخذت في الصوت كاد جليسها ----- يطير اليها قلبه حين ينظركان حمامــا رايعـــا مـــؤدبا إذا ----- نطقت من صدرها يتغشمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
القس وسلامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى قصص العاشقين-
انتقل الى: