منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة معركة ذات الصواري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

قصة معركة ذات الصواري Empty
مُساهمةموضوع: قصة معركة ذات الصواري   قصة معركة ذات الصواري Emptyالخميس مايو 12, 2016 12:56 am

معركة ذات الصواري

كان للدولة البيزنطية في العصور الوسطى السيطرة والسيادة على البحر الأبيض المتوسط بلا منافس، فعلى شواطئه الشمالية امتدت أملاكها إلى شبه جزيرة البلقان والجزر الملحقة بها وآسيا الصغرى، ومن الشرق كان تتبعها سورية وفلسطين

قصة معركة ذات الصواري 002

ومن الجنوب مصر وشمالي إفريقية، كذلك امتد سلطانها السياسي إلى وسط وجنوبي إيطاليا، وبعض بلاد محددة ولفترة قصيرة على الساحل الجنوبي لإسبانيا القوطية. وكان لبيزنطة أسطول دائم ومهيب، وعدة قواعد بحرية، ودور لصناعة السفن في القسطنطينية وعكا والإسكندرية وقرطاجة، وسرقوسة بصقلية ورافنا بإيطاليا وغيرها، فقد بلغت عنايتها بالسلاح البحري أقصاها منذ عهد جستنيان في منتصف القرن السادس الميلادي ، وعهد هرقل قبل منتصف القرن السابع ومن جاء بعده من الأباطرة . وإلى جانب الأسطول البحري، كان لبيزنطة عدد من السفن التجارية تستخدم في عمليات نقل الجند والإمدادات، وكانت تتحكم في منافذ البحر الأبيض : القسطنطينية ومصر وسبتة ، مما استحال معه دخول أية تجارة خارجية إلى هذا البحر دون موافقتها، وشملت تجارتها العالم كله آنذاك . ولم يكن للمسلمين عهد بركوب البحر أو الحرب في أساطيله ، لكنهم وجدوا - خلال فتوح الشام – أن الأسطول البيزنطي مصدر تهديد خطير ومباشر لأمنهم وأمن المناطق المفتوحة واستقرار الإسلام فيها ، فأدركوا أن بناء أسطول إسلامي ضرورة استراتيجية حيوية ، فكان نواة هذا الأسطول من السفن التي وجدوها في موانئ الشام ومصر، ثم انطلقوا إلى صناعة السفن في دور الصناعة، وهكذا دخل السلاح البحري في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية لأول مرة في تاريخ المسلمين ، وبدأ هذا السلاح الناشئ بسرعة مذهلة في ممارسة العمليات البحرية . وكان من الطبيعي ألا تقف بيزنطة مكتوفة الأيدي أمام تلك القوة البحرية التي قامت في البحر الأبيض المتوسط ، وأصبح تحت يدها أغلى ما كانت تملك من دور للصناعة وقواعد بحرية في عكا والإسكندرية، مما يشكل تهديداً خطيراً لسيادتها التي امتدت زمناً بلا منافس . واتخذت العمليات البحرية للأسطول الإسلامي شكلين : الأول عمليات تستهدف غزو جزر البحر الأبيض ذات الأهمية الاستراتيجية في تأمين الشام ومصر ، والثاني عمليات القتال البحري ضد أسطول بيزنطة مثل معركة ذات الصواري موضوع هذا البحث. وذكرت المصادر والمراجع العربية والأجنبية أسباباً مختلفة لمعركة ذات الصواري البحرية من أهمها إجهاض قوة البحرية الإسلامية النامية وانتقام البيزنطيين لما أصابهم على أيدي المسلمين في إفريقية واسترداد مصر وإجهاض تدابير المسلمين لغزو القسطنطينية عاصمة بيزنطة وحرمان المسلمين من الحصول على الأخشاب اللازمة لصناعة السفن . وأيا كانت الأسباب التي ذكرت ، فقد التقى الأسطول الإسلامي بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي مصر ، وكان يتألف من مائتي سفينة ، بالأسطول البيزنطي بقيادة الإمبراطور قسطنطين الثاني خارج ساحل ليكيا في آسيا الصغرى . وقد نزلت نصف قوة المسلمين إلى البر بقيادة بُسر بن أبي أرطأة للقيام بواجبات الاستطلاع وقتال البيزنطيين المرابطين على البر، وذلك تطبيقاً لواجبات أمير البحر عندما تكون المعركة البحرية قرب البر والسوائل والجزائر، فعليه ألاَّ يهجم على المراسي لئلا تكون مراكب العدو بها كامنة ، ولا يتقدم إلى البر إلا بعد المعرفة والاحتراز من الأحجار والعشاب والأحارش التي تنكسر عليها المراكب ، وإن كان القتال قرب البر والسواحل والجزائر فيجعل عيونه وطلائعه على الجبال فيتأهب لذلك . وبدأ القتال بين الأسطولين عندما أصبحت المسافة بينهما في مرمى السهام بالتراشق بالسهام . وبعد أن نفدت السهام جرى التراشق بالحجارة، ومن أجل ذلك كانوا يجعلون في أعلى الصواري صناديق مفتوحة من أعلاها يسمونها التوابيت يصعد إليها الرجال قبل استقبال العدو فيقيمون فيها ومعهم حجارة صغيرة في مخلاة معلقة بجانب الصندوق يرمون العدو بالأحجار وهم مستورون بالصناديق . وبعد أن نفدت الحجارة ربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطيين وبدأ القتال المتلاحم بالسيوف والخناجر فوق سفن الطرفين . وانتهت المعركة بعد قتال شديد بانتصار المسلمين بإذن الله

روى ابن عبد الحكم مراحل المعركة، وكيف نجا عبد الله بن سعد قائد الأسطول من الأسر الذي كاد يقع فيه، فيقول : إن عبد الله بن سعد لما نزل ذات الصواري، أنزل نصف الناس مع بسر بن أبي أرطأة سرية في البر، فلما مضوا أتى عبد اللاتٍ إلى عبد الله بن سعد فقال : ما كنت فاعلاً حين ينزل بك هرقل - يقصد قسطنطين - في ألف مركب فافعله الساعة . أي أنه يخبره بحشد قسطنطين لأسطوله لملاقاته، وإنما مراكب المسلمين يومئذ مائتا مركب ونيف، فقام عبد الله بن سعد بين ظهراني الناس، فقال : قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب، فأشيروا علي، فما كلّمه رجل من المسلمين، فجلس قليلاً لترجع إليهم أفئدتهم، ثم قام الثانية، فكلمهم، فما كلمه أحد، فجلس ثم قام الثالث فقال : إنه لم يبق شيء فأشيروا علي، فقال رجل من أهل المدينة كان متطوعاً مع عبد الله بن سعد فقال : أيها الأمير إن الله جل ثناؤه يقول : "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن اللهِ والله مع الصابرين" ، فقال عبد الله : اركبوا باسم الله ، فركبوا، وإنما في كل مركب نصف شحنته، وقد خرج النصف إلى البر مع بُسْر، فلقوا أسطول البيزنطيين فاقتتلوا بالنبل والنشاب ، فقال : غَلبَتْ الروم ، ثم أتوه ، فقال : ما فعلوا ؟ قالوا : قد نفد النبل والنشاب ، فهم يرتمون بالحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف ، قال : غُلِبَتْ . وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال، فقرن مركب عبد الله يومئذ ، وهو الأمير، بمركب من مراكب العدو ، فكاد مركب العدو يجتر مركب عبد الله إليهم ،فقال علقمة بن يزيد العطيفي ، وكان مع عبد الله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها

أما ابن الأثير فروى هذه المعركة قائلاً خرج البيزنطيون في خمسمائة مركب أو ستمائة ، وخرج المسلمون وعلى أهل الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، وعلى البحر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وكان الريح على المسلمين لما شاهدوا الروم ، فأرسى المسلمون والروم ، وسكنت الريح ، فقال المسلمون : الأمان بيننا وبينكم . فباتوا ليلتهم والمسلمون يقرأون القرآن ويصلون ويدعون ، والروم يضربون بالنواقيس . وقربوا من الغد سفنهم ، وقرب المسلمون سفنهم ، فربطوا بعضها مع بعض واقتتلوا بالسيوف والخناجر ، وقتل من المسلمين بشر كثير ، وقتل من الروم ما لا يحصى ، وصبروا صبراً لم يصبروه في موطن قط مثله ، ثم أنزل الله نصره على المسلمين فانهزم قسطنطينن جريحاً ولم ينجُ من الروم إلا الشريد ، وأقام عبد الله بن سعد بذات الصواري بعد الهزيمة أياماً ورجع . أما المؤرخ البيزنطي تيوفانس فروى هذه المعركة قائلاً : ضم قسطنطين صفوف الروم إلى المعركة ، وأخذ يتحرّش بالعدو ، فنشبت المعركة بين الطرفين ، وهزم الروم واصطبغ البحر بدمائهم ، فغيّر الإمبراطور ملابسه مع أحد جنوده ، وقفز أحد الجنود على مركبه واختطفه وذهب به هنا وهناك ونجا بمعجزة . ويرجع بعض المؤرخين سبب تسمية المعركة بذات الصواري إلى كثرة عدد صواري السفن التي اشتركت فيها من الجانبين وبعضهم الآخر يذكر أن هذا الاسم نسبة إلى المكان الذي دارت قريباً منه ، وهو ما يستنتج من قول الطبري : فركب من مركب وحده ما معه إلا القبط حتى بلغوا ذات الصواري ، فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة. وقوله أيضاً : وأقام عبد الله بذات الصواري أياماً بعد هزيمة القوم . وقال ابن الأثير : وأقام عبد الله بن سعد بذات الصواري بعد الهزيمة أياماً ورجع .وقال أرشيبالد لويس : مما يلفت النظر أن المكان الذي دارت فيه هذه المعركة وهو ساحل الأناضول وهو يزدحم بغابات السرو الكثيفة وهو الشجر المستخدم في صواري السفن ويبدو أن انتصار المسلمين في هذه المعركة جاء نتيجة لخطط غير عادية ، إذ ربطوا سفنهم بعضها إلى بعض بسلاسل ثقيلة ، فاستحال على أعدائهم اختراق صفوفهم واستخدموا في تلك المعركة خطاطيف طويلة يصيبون بها صواري وشرع سفن الأعداء ، الأمر الذي انتهى بكارثة بالنسبة للبيزنطيين وإذا كانت موقعة أكتيوم سنة 31 قبل الميلاد جعلت من البحر الأبيض بحيرة رومانية وأصبحت من المعارك الفاصلة في التاريخ ، فإن معركة ذات الصواري البحرية قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ، حين سجلت انتصار الأسطول الإسلامي الناشئ على أسطول بيزنطة ذي التاريخ البحري الطويل . وليس هذا فحسب ، بل كان من أهم نتائجها الاستراتيجية انتهاء عصر السيادة البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط ، وبروز المسلمين قوة مؤثرة ذات ثقل عسكري وسياسي واقتصادي في عالم هذا البحر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
قصة معركة ذات الصواري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محور معركة طوفان الأقصى منتصر .. بقلم ..أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي .. كاتب ومحلل سياسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى عشتار للروائع العالمية-
انتقل الى: