د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: موت الذئب السبت مايو 14, 2016 7:56 am | |
| موت الذئب للكاتب ( الفرد دوفيني ) أقبل الذئب ناصباً يديه ، اللتين غرزهما في الرمل بأظافرهما المقوسة . وقدر أنه هالك ، لأنه بوغت وقطع عليه خط الرجعة
وسدت عليه الطرق ، وحينئذ أمسك بفمه المتوقد ، أجرأ الكلاب ، من حلقومه اللاهث ، ولم يرح فكه الحديدي ، على الرغم من طلقاتنا النارية التي كانت تخترق لحمه ، وخناجرنا الحادة التي كانت تتصالب كالكماشات وهي تغوص في خاصرتيه العريضتين ، إلا في آخر لحظة حين رأى الكلب المخنوق ، يسبقه إلى الموت بزمن طويل ، ويتدحرج معفراً تحت أقدامه . تركه الذئب حينئذ ثمّ نظر إلينا . وقد بقيت الخناجر مغمدة في خاصرته حتى المقابض ، تسمره في الكلأ المغمور بدمه ، على حين كانت بندقياتنا تحيط به على هيئة هلال مشؤوم ، أعاد النظر إلينا ثم عاد إلى الاضطجاع ، وهو لا يني عن لعق الدم المنتشر حول فمه ودون أن يعبأ بمعرفة كيف هلك ، أغلق عينيه الكبيرتين ، ومات من غير أن يصرخ صرخة واحدة .. واأسفاه ! لقد فكرت بأنني على الرغم من اسمنا "الرجال" أخجل مما نحن عليه ، فما أشد خورنا ! كيف يجب أن تودع الحياة وشرورها كلها ؟ أنتم فقط تعرفن ذلك ، أيتها الحيوانات المحترمة فلدى رؤية ما يصير إليه الخلق على الأرض ، وما يتركونه ، يعلم أن الصمت وحده عظيم ، وأن كل شيء غيره خور . آه لو عرفت جيداً أيها الراحل المتوحش ، فإن نظرتك الأخيرة نفذت إلى قلبي كانت تقول : إذا استطعت فاعمل على أن تصل نفسك بفضل بقائها مُجِدِّةً مفكِّرة ، إلى هذه الدرجة السامية من الكبرياء الرّواقية التي بلغتها منذ لحظة قصيرة بفضل ولادتي في الغابات إن الأنين والبكاء والاستعطاف هي أيضاً جبن وحقارة ، فاعمل دائباً واجبك الثقيل الطويل في السبيل التي أراد القدر أن يناديك إليها ثم تجلد مثلي بعد ذلك، ومت من غير أن تفوه بكلمة
| |
|