منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللقاء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

اللقاء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: اللقاء الثاني   اللقاء الثاني Emptyالسبت مايو 14, 2016 10:03 am

اللقاء الثاني
للكاتبة الدنماركية ( كارين بلكسن )

كان اللورد بايرون في طريقه الى اليونان . ألقت سفينته المسماة (هرقل) مرساتها في جنوه . كان يظن أنه سينفض غبار إيطاليا عن قدميه 

ولذلك صعد إلى السفينة مرتين ، ومرتين أمرته الريح المجنونة أو البحر الهاديء بالعودة إلى الساحل . وكان قد بعث برفاقه إلى مكان آخر . بقي وحده في كافيتريا (كازا سالوتسو) الخالية من الرواد . على الطاولة كانت ملقاة رزمة من الفواتير والحسابات المتعلقة برحلته الى اليونان . شعر كما لو أن شعاب فكره التي أوغل السير فيها قد إنسلخت عن جلدها تماماً . ولكي يمنحها لحظات إستراحة حاول أن يحرمها مما فيها . لهذا الغرض تاه بأفكاره متنقلاً من أمر إلى آخر . وفي النهاية توقف عند الحيوانات التي رآها في حياته . وهكذا جلس في غرفة إيطالية رائعة بصحبة كلابه الإنجليزية. حصل هذا عندما عاد إلى الوراء عشرين سنة . دخل وصيفه العجوز الذي كان قد مكث في البيت لكنه خلع لباسه الرسمي الفاخر لكي يتفرغ لتنظيم الأثاث المخصص للبيع أو النقل الى مكان آخر , الى الغرفة . أخبره أن رجلاً ينتظر في البهو ويرغب في لقائه . لم يكن اللورد بايرون راغباً في رؤية أحد . أرسل العجوز مع هذا الخبر . إلا أن هذا ظهر أمامه ثانية وأعلن أن الضيف لايزال واقفا في البهو وفي المكان نفسه الذي وقف فيه لغاية وقت غير بعيد تمثال أبوللو . سأل اللورد بايرون : كيف يبدو هذا الرجل ؟ أجاب العجوز : ياسيدي اللورد في الواقع أنه يشبهك , وللغاية , ولو وقف هو عند الباب في نهاية البهو , ولو أن سيدي إتجه الى الباب لاعترفت بأنني قد وضعت مرآة كبيرة هناك . قال اللورد بايرون : يا لويجي لم يكن اللقاء مع الشبيه فألاً حسناً , كذلك فاللقاء معي لم يجلب السعادة لأحد قدر علمي . لكن طالما كلف نفسه عناء المجيء إليّ وفي ساعة رحيلي فإنني سأستقبله . لربما لديه ما يقوله
إنحنى الضيف الذي قاده الوصيف , عند العتبة , ودخل الغرفة الطويلة بهدوء , وهو في معطفه الثقيل . بعدها كرر الإنحناءة مرتين عندما وقف أمام كرسي رب البيت رمق اللورد بايرون بعينين صافيتين ويقظتين الا أنه لم ينطق . بعد صمت قصير سأله بايرون : هل أنت مسرور لكونك قادرا على القول للناس بأنك رأيتني ؟ أجاب القادم : يا صاحب السعادة ألا تتذكر بأنه سبق أن إلتقينا ؟ سأل اللورد : نحن ؟ أين؟ أجابه : في مالطه . ولاحظ بايرون : كان هذا قديماً . قال الضيف : قبل أربعة عشر عاماً في أثناء الأيام المالطية الجميلة ولياليها المقمرة . قال : ليس من عادتك , كما أظن , إجترار الأحداث القديمة ، كما ليست هذه عادتي , فمثل هذا الطعام قد يضّر بالذوق ويسبب التجشؤ , المرّ أيضاً , لماذا عليّ الرجوع أربعة عشر عاماً إلى ليلة مقمرة في مالطة ؟ قال الرجل : أرجوك يا سيدي اللورد أن لا تتكلم عن هذا الأمر المقدّس , عن اللقاء الثاني بمثل هذا الإستخفاف , في تلك الليلة المقمرة كان لي الشرف والسعادة في إنقاذ حياتك يا صاحب السعادة . صاح بايرون : حياتي ! لاينقصنا إلا هذا ! لكن قد أكون اليوم قد تهت بأفكاري , يالله , لنعد إلى ذلك الصيف في مالطه والذي ولى , فالعلاقة بيننا هي غير إعتيادية بعض الشيء . إخبرني بأسمك ومكانتك . أجلس رجاء . عندما يبدأ الرجل الكلام عن نفسه يكون , عادة , بحاجة الى الوقت . وفعل الغريب ما أريد منه . جلس بكرامة ورشاقة . قال : إسمي جيوسيبينو بتسوتي لكن الناس في إيطاليا ، وانا معروف فيها ، يسمونني بيبيستريللو ، انا مدير مسرح للعرائس ، ولدت في مالطه ، وفي عروقي تسري دماء من مختلف الأسلاف . كانت جدتي تقول إن دماءها عربية وهي الأكثر نبلاً ، فهي تنحدر من دماء شهرزاد التي أعطت الحلاوة لليالي السلطان بعيونها وفمها وحكاياتها . وبعدها بأعوام طويلة أغوت فتاة دمائي هذه فارساً نورماندياً قد يكون إسمه بيرون ، وبالضبط أنا مدين لذلك الغرام بالشرف والسعادة ولكوني أشبهك يا صاحب السعادة ، أرادت أمي أن تصبح راهبة إلا أن أباها زوّجها من جار ثري ، وانا كنت آخر العنقود الذي تألف من ثلاثة عشر طفلاً ، لقد ولدتني عندما تجاوزت عمر الشباب ، أردت أن أصبح قسيساً لكن بعد وفاة الأب لم أستطع أن اترك العمل في أرضنا . رغم ذلك كانت محبتي لله هي الأهم لديّ ولدى أمي دائماً ، كنا نتوجه بأبصارنا إليه . وكان شاغلنا الرئيسي تحقيق إرادته . وفي بعض الأحيان كانت مهمة صعبة إلا أننا لم نتخل عنها أبداً
أعلن اللورد بايرون قائلاًَ : أنا أعرف مكانك في الحياة . في أثناء الحرب في إسبانيا إختطف قرصان عجوز بحّارة سفينة صغيرة . كان معلوماً أنه يسمى لامبرو وأنه كان قوياً جداً ، وعلى وجه التقريب كان ذا قدرة شاملة كما قيل ، كذلك كان ينحاز إلى هذا الطرف مرة وفي أخرى إلى الثاني . لكن لم يعرف إلى من يكون هذا الإنحياز حقاً . بالنسبة للمخطوفين كانت المسألة مسألة حياة أو موت ، لذلك صمموا على معرفة الأمر . (لنقرر اليوم ، نتحدث بأكبر قدر من الإلتزام عن جهة واحدة من النزاع . وفي اليوم التالي نكشف ذات المشاعر للجهة الثانية . بهذه الصورة ووفق قاعدة الجائزة التي نستلمها والعقاب الذي ينزل بنا ، سنعرف في الأخير أيّ جهة يسندها العجوز لامبرو) . هكذا الحال معنا نحن الفانون في هذه الجزيرة الصغيرة ، جزيرة حياتنا يا جيوسيبينو . كتب علينا ان نحاول معرفة أي جهة ينحاز إليها هذا الذي نسميه ، عادة ، بالعناية الإلهية . ونعتبره بالغ القوة . إنها مهمة مثيرة للإهتمام بالرغم من شكوكي بأننا سنكون موقنين في يوم ما . لكن إستمر في روايتك . قال جيوسيبينو : لقد وصلت يا سيدي اللورد على متن السفينة (تاونزهيد) ها أن جنتلماناً كبيراً من إنجلترا قد وصل ، كما قالوا لي . وهو يشبهني جداً . كنت قد تصادقت مع خادمك يا سيدي وعرفت منه عن ثروتك يا سيدي اللورد ، وقصرك في البلاد وعن الآفاق الرائعة هنا في هذه الجزيرة . شعرت بأنني قد إلتقيت بواحد من أولئك الذين إصطفاهم الرب ، بواحد ترافقه الثروة ، وسعيد من كل النواحي ، وأكيد أنك يا سيدي اللورد كنت طفلاً وضعك الأسمى على ركبتيه . وكان على الناس الآخرين ، كذلك عليّ أنا الشبيه بك في المظهر ، أن نحرص على تنفيذ الخطة المتعلقة بك يا سيدي ، تنفيذاً كاملاً . ولكم بذلت الجهد كي أكون قريباً منك ، ومن المؤكد أنك يا سيدي اللورد لم تلحظني أبداً . وعندما علمت بأن حياتك يا سيدي تتعرض للخطر فكرت بهذه الصورة : لا يمكن أن يحدث هذا الشيء . من الأفضل أن أموت أنا الذي أعطاه هو ، لسبب ما ، الجسد ذاته ولكن ليس فيه ، بالتأكيد ، هوى خاص
قال بايرون : إنها فكرة نبيلة بعيدة عن الروح التي قد تكن لك الضغينة . جزاء هذا الشعور بالذات عليّ يا بيبيستريللو أن أكون مديناً لك ولكن هل يمكن التيقن من الأمر ؟ لماذا تظن أن حياتي كانت في خطر ؟ أجاب القادم : كان الأمر هكذا يا سيدي اللورد . على سفح الجبل حيث كنت أرعى الماعز ، تعرفت على ثلاثة أشقاء ذوي كبرياء وميل إلى الإنتقام . كان السفح ملجأهم . ففي الماضي إرتكبوا جريمة كبيرة . وكانت لهم أخت في مقتبل العمر إسمها ماريانا . كانت فتاة جميلة ، وأحياناً كانت تحمل إليهم الطعام والأخبار . لا أعرف هل تتذكر يا سيدي اللورد كيف إسترعت إنتباهك وكيف تواعدت معها قرب الميناء في فاليتا . واصل مدير مسرح العرائس كلامه : لقد عرفت الأمر كله من خادمك يا سيدي . وقررت تداركه ، فأشقاء هذه الآنسة الشابة قد ينهالون عليك بسكاكينهم أو قد يطلبون فدية كبيرة . قررت أن اذهب بدلاً عنك يا سيدي . أقنعت الخادم بأن يخبرك أن الفتاة لا تقدرعلى المجيء لفترة من الوقت . كذلك إستعرت منه ملابسك والحصان الذي كنت تمتطيه في تلك المناطق . وقد يكون هناك القلائل الذين يمتثلون الى الإرادة الربانية ولايفكرون بأي شيء عداها ، وأنا لا أفكر بأنني حين توجهت على حصانك يا سيدي إلى مكان الموعد الغرامي ، شعرت ، عدا الإنسياق الى تلك الإرادة المقدسة ، في القلب بقدر من الفخر واللذة لكوني قادراً لبضع ساعات على أن أكون اللورد بايرون بعينه بالرغم من أن حياتي كانت مهددة بالخطر . وقعت بالطبع بأيدي الأشقاء الثلاثة ، لكن أختهم فضحتني . كانت تصرخ بأنني لست ذلك النبيل الإنجليزي الكبير بل جيوسيبينو من قريتهم . وأراد أحد الأشقاء أن يقتلني إلا أن الآخرين ضحكا وقررا أن يطالبوا اللورد بفدية صغيرة تساوي ما يقدّره اللورد بنفسه من قيمة للشخص الذي قام بتمثيل دورك يا سيدي .هل تتذكر يا سيدي اللورد مطلبهم ؟
أجاب بايرون مؤكداً الأمر : يبدو أن هذا هو ما حصل . كذلك فقد دفعت الفدية لقطاع الطرق من الجبال هؤلاء بواسطة خادمي . لكن نوّرني : هل عرفت ، بفضل هذه المغامرة الطريقة التي أصبحت فيها مجازى أو معاقباً ، أي ّطرف يلتزم عجوزنا القدير لامبرو وكيف يبدو هو وما هي ميوله ؟ ردّ بيبيستريللو بالقول : أنا يا سيدي اللورد من هو بحاجة الى التنوير . ولهذا السبب قدمت اليوم . أي شيء أنقذته حقاً حين أنقذت حياتك يا سيدي ؟ أجاب اللورد : لغاية الآن وهبتني أربعة عشر عاماً و بمعزل عن مسالة هل أن ذلك كان بركة أم لعنة ، لنقل بأنه لو كنت قد مت في مالطه كشاب بريء نسبياً لكنت قد دخلت الجنة بينما سيكون مصيري الآن المكان الآخر بسبب ما فعلته طيلة تلك الأعوام . وأنت هل تشعر بأنك مسؤول عني لدرجة ما ؟ في كل الأحوال وهبتني اليوم قصة رائعة قد تمتدحها روح جدّتك . هز بيبيستريللو رأسه وقال : كلا ، القصة لاتعجبها لكنها ستغيّر رأيها وقبل أن أتركك يا سيدي اللورد . وهذا هو بالضبط السبب الذي دفعني إلى المجيء . فبعدها سوف لن نلتقي . إقترح بايرون عليه : إسمح لي بأن نحتفل سوياً. والآن بعد أن فكرت بالمسألة كلها واصل كلامه بعد أن تناولا شراب ، استطيع القول بأنني أنا من إشترى قصتك هذه . كيف أنفق اللصوص ذلك الجنيه الذهبي الذي إستلموه مني ؟ أجاب الممثل : أصدقائي اللصوص وهبوني ذلك الجنيه . وكانوا يضحكون . بفضله أسست مسرح العرائس الذي هو مزدهر لغاية الآن وأعانني وأمي كما جعلني مشهوراً في إيطاليا كلها . إذا تفضلت يا سيدي اللورد ورغبت مشاهدة مسرحي سترى ما فعلته أنا بتلك النقود . إن كل ما مرّ بي عملت منه قصة . هكذا كانت حياتي . وواصل الكلام : عليّ أن أقول لك يا سيدي اللورد إنني حين قبلت بالحياة التي وهبوها لي ومعها ذلك الجنيه ، قضيت على مطمحي بأن أكون إنساناً حقيقياً وهارمونياً حياتي صارت منذ ذلك الحين قصة . بالتأكيد إنها سعادة كبيرة أن يكون المرء قادراً على أن يصوغ بشكل آخر ما مرّ به من تجارب . وقد تكون هي السعادة الكاملة الوحيدة التي قد يعثر عليها الإنسان في حياته . لكنها في الوقت نفسه هي خسارة ، وهذا الشيء لا يمكن إيضاحه لمن هو بدون إطلاع ، بل إنها لعنة . لقد حصلت طوال أربعة عشر عاماً على معرفة بالقصص وكل ما يتعلق بها . لكن أرجو أن تخبرني يا صاحب السعادة عما سأعرفه هنا حين أنقذت حياتك يا سيدي ، أي شيء ، في الواقع ، أنقذته أنا ؟
أيّ شيء أنقذته حين أنقذت حياتي ؟ ، كرر اللورد بايرون الكلام ببطء ، أربع عشرة سنة كما قلت قبل قليل . أجاب بيبيستريللو : قد أرى على الرف أربع عشرة قنينة لكنني أسأل بالرغم من ذلك ، صاحب القبو عما فيها . أكيد أنك تعرف شيئاً عن هذه السنين من عمري . فعن خادمك الذليل تكلموا أكثر مما كان يستحق أو أكثر مما كان طامعاً فيه ، طعن دنيء بالآخرين وإنتصارات بائسة . الشيب في الرأس ، الإرتياب المحزن بالرجال ، العطف على النساء . أاي شيء تريد معرفته ؟ أكد جيوسيبينو على السؤال بالقول : هذا صحيح تماماً . لقد جئت من أجل وضع قائمة وتقدير الإحتياطي لديك يا سيدي . وكما قلت يا سيدي اللورد ، من أجل أن أنظم شؤون القبو . في نيتي أن أصوغ هذا كله في قصة . وهذا ما يقرر اللقاء الثاني الذي يتصل بالأول في كلّ واحد وينظم محتواها . قال بايرون : بضعة أشخاص أرغب أن أراهم للمرة الثانية ، ولكن الأشخاص الذين يجتاحني الخوف والرعشات حين أفكر بهم ، وكذلك أولئك الذين لا أرغب في لقائهم مرة أخرى ، يكون عددهم أكبر بكثير . لم أعرف بأنك انت بالذات من يريد أن يضع قصة عني . ردّ الضيف قائلاً : يعرف اللورد بالتأكيد قصة على بابا . إنها قصة رائعة ، نموذج لصنع القصة . وأنا أعيد روايتها الآن إذا كان اللورد قد نسيها
علي بابا إنسان بسيط وبريء من بغداد لا يعرف أن إسمه سيصبح عنواناً لقصة ، مضى مع حماره الصغير إلى الغابة لجمع الحطب . لم تكن لدية أي فكرة عن القصة . وكان يتربص به هناك أربعون لصاً ومعهم زعيمهم ، إلا أنهم لم ينتبهوا إلى قدومه بعد . أراد علي بابا تجنب اللقاء وفعل كل ما بوسعه ، ساق الحيوان إلى دغل . أما هو فتسلق شجرة عالية كي لا ينتبه إليه اللصوص . وعندما إقتربت القصة بدون مصاعب من نهايتها ظهر الحرامية في بيت علي بابا . ولكي لا يكتشف أحد أمرهم إختفوا في أكياس . ولكن بين اللقاءين الأول والثاني توجد القصة كلها ، ولو لم يكن الثاني لما كانت القصة كلها . لقد صغت هذه القصة في عرض تمثيلي رائع . كذلك هناك هذه القصة عن اللقاء الثاني والتي أرغب جداً في أن أعمل منها تمثيلية . إنها قصة رائعة يا سيدي اللورد ، ولكن تنقصني لغاية الآن الجرأة على القيام بذلك . أقدمها لك اليوم يا سيدي اللورد وكما أراها أنا نفسي . لاشك أن اللورد قرأ عن الجماعة الأولى من المسيحيين في أورشليم وكيف عاشوا بسلام ومحبة أخوية مع العذراء المباركة كأم للجميع . ولاشك أنك قرأت يا سيدي عن الروح القدس المرسلة حين إجتمع الكل ، ومن السماء جاء صوت كأنه صوت ريح عاصفة ملأت البيت ولمثل هذه الريح من المفيد أن يملك المرء جناحين ، وفوق رؤوس الحواريين ظهرت ألسنة اللهيب . وتطلب الكثير من الجهد وضعها بين أنظمة الضوء المعروفة لدينا . والآن أخذ كل حواري ينطق بلغة أخرى جاءته من الروح القدس . شعر حينها المجتمعون المنحدرون من أمم مختلفة ومعهم سكان أورشليم ، وجميع عرائسي في الحشد ، بأنهم في غاية الإرتباك ، فكل واحد منهم كان يسمع لغته فقط ، الفرس والميديون والكريتيون والعرب أصابتهم الدهشة ولم يعرفوا جلية الأمر
أخذ واحدهم ينادي الآخر : ما معنى هذا كله . إثنا عشر رجلاً قوياً ، يا سيدي اللورد ، سيغيّرون بعد قليل ، العالم كله . يخرّون راكعين وبعضهم يلامس وجهه الأرضية الحجرية . كلهم عدا واحد نحيف القامة مليء بالسحر يا سيدي اللورد ، حافظ في تلك الساعة العاصفة على الفرحة والسكينة . العذراء وقفت بدون حراك ووجهها مرفوع واليدان تقاطعتا على الصدر . وكما تعرف يا سيدي ، من الصور، ففي يوم الجمعة الحزينة ترك الدم كله وجنتيها . والآن عادت إلى محياها موجة واحدة وردية حلوة ، ومرة أخرى بدت كما لو أنها في عمر الخامسة عشرة . وبصوت خافت ، وهنا أستخدم أنا صوتي السوبراني ، نادت (أوه ، هل أنت هو يا سيدي ؟ وبعد هذه السنين الأربعة والثلاثين ، هل أنت هو ؟) . وبين اللقاءين الأول والثاني توجد القصة كلها . قال بايرون : أنا أفهم بأنه لو تمّ إخراجها لكانت عرضاً رائعاً ، فبعد أربعة وعشرين عاماً تعود أنت ، وهي ذات الريح المقدسة التي تعصف بعتبة بيتي ، إنه مشهد عظيم يا بيبيستريللو . قال الضيف : يا سيدي اللورد أيّ تصفيق سيجزي به المتفرجون هذا المشهد ؟ وسأله اللورد بايرون : لكن أي ّ قصة تريد اليوم أن تضعها ؟ أجاب هذا : هذا هو القصد . لقد وفرت لي يا سيدي الأسباب للتفكير بأمور كثيرة . الرب وهبك يا سيدي كل شيء ، نبل المحتد ، الوسامة غير الإعتيادية ، إغفر لي يا سيدي هذا القول من شخص يشبهك ، العبقرية والشهرة . وأيّ شيء أعطته هذه السنين الأربع عشرة يا سيدي ؟ كرر بايرون السؤال ببطء : أيّ شيء أعطته لي ؟ عدداً من الهزائم الصغيرة . قال جيوسيبينو : وكل واحدة منها هي مثل المراقب . كنت قادراً يا سيدي على أن تختار أيّ إمرأة من نساء إنجلترا . ما الذي حصل وإخترت يا سيدي الورد سيدة محرومة من الحلاوة ؟ لماذا عاد ، يا سيدي اللورد ، الزواج عليك بالخيبة ومن كل النواحي ؟ كل رجل كان فخوراً إذ إعتبر نفسه صديقاً لك يا سيدي اللورد . لكن لا إنسان اليوم تحن الى رفقته . لقد حان الوقت تماماً للقائنا الثاني . سأله بايرون : وبأي طريقة أراد الشاعر أن يعرف تخلق من هذا قصة ؟
أجاب الممثل : أحسست بها في عظامي التي هي مثل عظامك يا سيدي . وما أنت يا سيدي اللورد بحاجة إليه لكي تضع حصيلة للتفاصيل المحزنة لهذه السنين الأربع عشرة هو هزيمة كبيرة مخيفة لم تسببها أنت يا سيدي أبداً . أخذ كلام الضيف يتعب اللورد بايرون الذي أراد العودة إلى كلابه أيضاً . قال بايرون : إنه من النادر أن تضرب الطيور بأجنحتها وجه أحدهم لكي تنذره بالسوء القادم . ولوكان هنا طاغية لأمر بشنقك جزاء هذه الوقاحة . أما أنا فعلى الألقل قادرعلى طردك من بيتي . هدأه بيبيستريللو متوسلاً : أرجوك يا سيدي اللورد لا تنظر بألوان قاتمة إلى تنبؤي ، ففي المستقبل ستلقى يا سيدي الترضية على هذه الهزيمة . قال بايرون : أنا أعرف أنك تريد القول إنه بعد مائة سنة سيأخذ القراء في العالم كله كتبي من الرف بكل تقديس ومتعة ، هكذا قالوا لي . قال الضيف : لكنهم فهموا المسألة بصورة غير صحيحة يا سيدي اللورد بعد مائة سنة ستقرأ كتبك أقل من اليوم ، سيعلوها الغبار . قال الشاعر : هذا شيء لا يعنيني . واصل جيوسيبينو كلامه : لكن كتاباً واحداً سينسخ ويقرأ مرات كثيرة ، وفي كل سنة ستظهر على الرفوف طبعة جديدة له . سأله بايرون : أيّ كتاب هذا ؟ أجاب بيبيستريللو : سيرة حياة اللورد بايرون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
اللقاء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى الأخبارالغريبة والعلوم العجيبة والموروث الشعبي-
انتقل الى: