د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: بيت الاشباح السبت مايو 14, 2016 10:04 am | |
| بيت الأشباح للكاتبة ( فيرجينيا وولف )
في أي ساعة استيقظت فإن هناك باب يقفل , من غرفة لأخرى كانا ينتقلان يداً بيد يرفعان هنا ويفتحان هناك , مشكلين بالتأكيد زوجاً من الأشباح
قالت : هنا تركناها . وأضاف هو : أوه ، ولكن هنا أيضاً . ثم تمتمت : إنها أعلى الدرج وفي الحديقة . قال هامساً :بهدوء . قالا :وإلا فأننا قد نوقظهم . ولكن لم تكونوا أنتم من أيقظنا , أوه , لا , إنهما يبحثان عنها , يسحبان الستائر . كما يمكن للمرء أن يقول أو يقرأ في صفحة أو اثنتين . الآن لقد وجداها , كما يمكن التأكيد , وإيقاف قلم الرصاص على هامش الصفحة , ثم كمتعب من القراءة يمكن للمرء أن ينهض لينظر آخر، البيت فارغ والأبواب تقف مفتوحة ، وحدها يمامات الغابة تهدل برضا وصوت آلة الحصاد يأتي من المزرعة . لماذا جئت أنا هنا ? ماذا أردت أن أجد ? يداي كانتا فارغتين , ربما هي فوق الآن ? التفاح كان في العلية , وكذلك في الأسفل , الحديقة كانت ساكنة كما هي أبداً عدا أن الكتاب انزلق فوق العشب . ولكنهم وجداها في غرفة الرسم ، ليس هناك من استطاع أن يراهما ، أسطح النافذة عكست التفاح وعكست الورود ، كل أوراق الشجر كانت خضراء من خلال الزجاج ، لو تحركا في غرفة الرسم فإن التفاحة فقط تدير جانبها الأصفر بعد لحظة ، لو فتح الباب ، ينتشر بقرب الأرض ، يعلق بالجدران ، يتعلق من السقف , ماذا ؟ كانت يداي فارغتين . ظلُّ طائرٍ عبر السجادة ، من أعمق آبار الصمت ، سحبت يمامة فقاعتها من الصوت ، آمن، آمن، آمن، نبض البيت يردد بنعومة . الكنز مدفون، الغرفة . توقف النبض لبرهة ، أكان ذاك هو الكنز المدفون ؟ بعد لحظة .. الضوء خبا ، في الخارج ، في الحديقة إذاً ؟ ولكن الأشجار غزلت الظلام لحزمة متجولة من الشمس . ناعماً جداُ ، نادراً جداً ويُمتص بسهولة تحت السطح ، كان الشعاع الذي أردتُ محترقاً خلف الزجاج الموت كان هو الزجاج، الموت كان بيننا ، آتياً إلى المرأة أولا ، قبل مئات من السنين الماضية ، مغادراً المنزل ومحكماً إغلاق كل النوافذ ، الغرف كانت مظلمة . هو ترك البيت ، تركها وارتحل تجاه الشمال ، تجاه الشرق .. ورأى النجوم تتحول في سماء الجنوب . أراد المنزل ولكنه وجده ساقطاً تحت الأطلال ، آمن، آمن، آمن، نبض صوت البيت بسرور: الكنز لك . الريح تزأر أعلى الجادة ، الأشجار تنحني و تتمايل بهذا الاتجاه أو ذاك ، و أشعة القمر تبعثرت بشكل واسع في المطر ، ولكن الشعاع المنبعث من المصباح يسقط باستقامة من النافذة ، الشمعة تحترق بصرامة وسكون . متجولين عبر المنزل ، فاتحين النوافذ ، هامسين خشية إيقاظنا، يبحث الشبحان عن متعتهما . تقول :هنا نمنا , ثم أضاف هو : قبلات بلا عدد ، الاستيقاظ في الصباح ، الفضة بين الأشجار ، أعلى الدرج ، في الحديقة , عندما جاء الصيف , وقت تساقط الثلج في الشتاء ، الأبواب تغلق بمسافة بعيدة ، تطرق برقة كخفقة قلب . يقتربان أكثر ، يتوقفان عند المدخل ، الريح تسقط والمطر ينزلق فضياً على الحشائش ، تظلم عيوننا ، لا نسمع أية خطوات بمحاذاتنا ، لا نرى سيدة تنشر رداءها الشبحيّ ، يداه تغلّفان الفنار ، انظر ، يتنفس : يبدوان نائمين والحب بين شفاههما . منحنيين وحاملين مصباحهما فوقنا ، يتأملان بعمق وأناة ، يجمدان لمدة طويلة . الريح تعصف مباشرة ، ينحني اللهب بشكل طفيف ، أشعة القمر البرية تخترق الأرض والجدران معاً وتلتقي رقعة الوجوه المنحنية ، الوجوه تتأمل ، الوجوه التي تفتش النائمين بحثاً عن متعتها الخفية . آمن، آمن، آمن ، يخفق قلب البيت بزهو، سنوات طوال يقولها وهو يتنهد ، هاأنت تجدني ثانية ، تمتمت : هنا , نائمين ، في الحديقة نقرأ ، نضحك ، ندحرج التفاح في العلية ، هنا تركنا كنزنا . بانحناء ، كان ضوءهما يسحب الغطاء تجاه عينيّ ، آمن! آمن! آمن! كان نبض البيت يخفق بقوة ، أستيقظ وأنا أصرخ : آه ، أهو ذاك كنزك المدفون ؟ الضوء في القلب
| |
|