منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التاج الاحمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

التاج الاحمر Empty
مُساهمةموضوع: التاج الاحمر   التاج الاحمر Emptyالسبت مايو 14, 2016 10:09 am

التاج الأحمر
(للكاتب الروسي ... ميخائيل بيهاكوف )
ما أكرهه في العالم أكثر من غيره هو الشمس والأصوات البشرية العالية
والطرق الثابت الذي غالباً ما يتردد بإلحاح. أنا أخاف من الناس لدرجة انني حين أسمع في الدهليز ، مساء
خطوات وأصوات غريبة أبدأ بالصراخ
لذلك أعطوني غرفة رقم 27، وهي في نهاية الدهليز لكي لايأتي أيّ أحد
إنها غرفة خاصة بي هادئة يلفها السكون وهي الأحسن

التاج الاحمر 006

لكن كي أشعر بأمان أكبر رجوت إيفان فاسيليفتش (حتى أنني بكيت)
من أجل أن يعطيني شهادة مكتوبة على الآلة الطابعة
وافق وكتب بأنني محاط برعايته ، ولا يحق لأي أحد أن يأخذني
والحق أنني لم أصدق كثيرا بمفعول إمضائه. كذلك أقنع هوالبروفسورعلى الإمضاء
كما طبع على الشهادة ختما مزوّراً . طبيعي أن هذا شيء آخر
فأنا أعرف الكثير من الحوادث حين بقي الناس على قيد الحياة لسبب واحد لاغير
وهو أنه عثر في جيوبهم على أوراق ممهورة بالختم المدوّر
صحيح أن ذلك العامل الملوّث خده بالسخام والذي شنقوه على مصباح الطريق
عثروا في حذائه على ورقة مدعوكة تحمل ختماً
لكن هذه مسألة أخرى . كان مجرماً بلشفياً ، وذلك الختم الأزرق اللون كان ختماً إجرامياً
وهو من قاده الى ذلك المصباح
والمصباح صار السبب في مرضي (الرجاء عدم الإعتراض
فأنا أعرف جيدا بأنني مريض) . في الأساس حدث لي شيء ما وقبل ما لقيه كولا
إنصرفت لكي لا أرى الشنق ، ومعي إنصرف خوف ساقين مرتجفتين
آنذاك لم أستطع أن أفعل أي شيء البتة
أما الآن فأنا قادر على القول بجرأة : سيدي الجنرال ، أنت وحش
غير مسموح لك أن تشنق الناس
هذا يدل على أنني لست جبانا ، وهكذا قدّمت رجائي بشأن الختم
ليس بسبب الخوف من الموت
فأنا لا أخافه . أنا أطلق النار على نفسي وبنفسي
سيحدث هذا قريبا . كولا سيكون سبب ضياعي
لكن سأطلق بنفسي النار كيلا أرى كولا ولا أسمعه
وفكرة أنه قد يظهر أناس ما آخرون هو شيء شنيع
أستلقي أياماً بكاملها على الكوشة وأنظر الى النافذة
فوق حديقتنا العامة الخضراء يرتفع فراغ هوائي مفلوق بكتلة صفراء ذات ستة طوابق
الكتلة تتوجه صوبي بجدار أعمى محروم من النوافذ
وتحت السطح ذاته يبدو على الجدار مربع صديء
كان لافتة عيادة طبّ الأسنان . حروف بيض . في البدء لم أطق هذه اللافتة
بعد ذلك أخذت أعتاد عليها ولو أنهم اقتلعوها من الجدار لأصابني الملل بدونها
فهي تهذي طوال اليوم وتجذب إنتباهي وتسمح لي
بالتفكير في الكثير من الأمور المهمة
هكذا هي الحال إلى غاية قدوم المساء حين يظلم السطح
وتنمحي الحروف البيض في الظلام وتصبح رمادية
سوية مع أفكاري أختفي أنا في مهاوي الغروب
الغروب ساعة فظيعة ومهمة من ساعات اليوم . شيء ينطفيء ويمضي الى داخله
في الممر يتمخطر قطّ أحمر الشعر بخطواته الحريرية
وفي بعض الأحيان أكون مرغماً على الصراخ
إلا أنني لا أسمح بإشعال الضوء
فإذا شعّ المصباح أكون قد بكيت طوال المساء وأنقدت الى اليأس
من الأحسن الإنتظار بكل مذلة ، اللحظة التي تضاء في العتمة الشديدة الصورة الأهم
خاطبتني الأم العجوز قائلة : "أنا لا أقدر على الحياة لأمد أطول
أرى بأنه جنون
أنت الأكبر سنا وأعرف أنك تحبه. عد إليّ بكولا ، إئت به ، أنت الأكبر سناً"
لزمت الصمت. وضعت حينها في كلماتها الألم كله والرغبة أيضاً
"فتش عنه ، أنت تتظاهر بأن المسألة لابد أن تكون بهذه الصورة ، لكنني أعرفك
أنت عاقل وتعرف منذ أمد طويل بأن هذا هو جنون
أجلبه ولو ليوم واحد ، واحد فقط ، وبعدها إتركه لحاله"
لقد كذبت . فهل كان بمقدورها أن تتركه ؟
أنا لزمت الصمت
"أريد تقبيل عينيه فقط ، في كل الأحوال سيقتلونه ، أسفاً عليه ، أليس كذلك ؟
إنه طفلي ، وإلى من عليّ التوّجه بالرجاء ؟
أنت الأكبر سناً ، إجلبه" . لم أحتمل واطرقت رأسي وقلت : طيّب
لكنها مسكت كمّي وأدارتني لكي تستطيع النظر في وجهي :
"لا ، أقسم لي بأنك ستأتي به حيّاً"
كيف يمكن أداء مثل هذا القسم ؟. وأنا المجنون قلت : أقسم . عندي أم صغيرة النفس
رحلت وهذه الفكرة كانت في رأسي . لكن في الطريق رأيت مصباحاً معوّجاً في بييرديانسكو
سيدي الجنرال أنا موافق على أنني كنت مجرماً ولكن ليس أصغر منك
وأنني أتحمل مسؤولية رهيبة عن ذلك الإنسان الملطخ بالسخام
لكن أخي لاعلاقة له البتة بهذا كله . عمر أخي تسع عشرة سنة
وعندما غادرت بييرديانسكو وفيت بالقسم ، فقد عثرت عليه على مسافة عشرين ميلاً
في قرية صغيرة تنتشر فيها روائح الحريق
و قدمت جماعة من الخيّالة غارقة بسحابة من الغبار الأبيض
مع الثلاثة الأوائل من الجهة اليمنى
كان هو ، قبعته حجبت عينيه
أنا أتذكر كل شيء : المهماز الأيمن تحرك من مكانه ووصل الى كعب الحذاء
حزام القبعة حزّ الخدّ وشدّ الحنك . ناديت : كولا ، كولا . وركضت صوب خندق الطريق
"آآآآخ" ، الأخ صرخ مجيباً . ليس معلوماً لماذا
فهو لم ينادني أبداً بأسمي . كان يقول دائماً : يا أخي
أنا أكبره بعشر سنوات وكان يسمع كلامي بإهتمام دائما
"انتظر ، ابق بقرب هذه الغابة الصغيرة ، سنصل إليها الآن ، أنا لا أقدرعلى ترك السرية"
وبعدها دخَّنا السجائر بنهم في طرف الغابة
بالقرب من سرية الخيّالة الذين كانوا قد نزلوا من على خيلهم
كنت هادئاً وصلباً
إن كل هذا كان جنونا. كانت الأم على حق
قلت هامساً : حين تعودون من القرية أنت تذهب معي الى المدينة فوراً والى الأبد
سألني : ماذا تقول يا أخي ؟
قلت له : اصمت ، أنا اعرف ما أقوله . السرية ركبت خيلها
وتمايل الفرسان على سروجهم متوجهين صوب عقد الدخان الأسود
وفي البعيد إنداح الصوت الرتيب لحوافر الخيل
معلوم انه خلال ساعة واحدة لن يحدث شيء ، فهم سيعودون
وقفت قرب الخيمة بصليبها الأحمر اللون
وأخذت أنتظر . رأيته بعد ساعة . عاد هو أيضاً راكباً حصانه
لم تكن هناك السرية بل راكبان فقط يحمل كل منهما حربة
الراكب من الجهة اليمنى كان ينحني بإستمرار الى جهة الأخ كما لو أنه يهمس بأذنه
راقبت هذه المهزلة وأنا أرمش بعيني إتقاءً لضوء الشمس
لقد مضى ، وعلى رأسه قبعة رمادية وعاد بأخرى حمراء
النهار إنقضى وبانت هيئته المظلمة في اللباس الملون للرأس
إنه بلا شعر وجبين . بدل الإثنين كان هناك إكليل أحمر ذو اشواك صفراء مبعثرة
أخي ، ذلك الراكب بتاجه الأحمر الممزق كان بلاحراك على حصانه الذي غطى الزبد شدقيه
ولو لم يوقفوه من الجهة اليمنى لكان الأمر يبدو كأنه يشارك في إستعراض
برز الراكب بخيلاء من فوق سرجه لكنه كان أعمى وأخرس
مكان العينين اللتين كانتا عينين قبل ساعة واحدة كانت هناك بقعتان يسيل منهما الدم
وذاك الذي كان من الجهة اليسرى نزل من على حصانه ومسك الزمام بيد وجرّ كولا من يده بالثانية
تمايل كولا . وصوت ما قال : سيّدنا المتطوع ، أصابته شظية ، ياممرض إستدع الدكتور
الثاني تنهد وقال مجيباً : يا اخي ، أيّ دكتور ؟
ربما القسيس . حينها إزداد الظلام حلكة لدرجة أنه إلتهم التاج الأحمر . أنا إعتدت على كل شيء
على مبنانا الأبيض ، على الغروب ، على القط الأحمر الشعر الذي يحك جلده بالباب
لكن لا أقدر على الإعتياد على زياراته
في المرة الأولى خرج من الحائط في الأسفل حيث الغرفة رقم 63 ، كان في تاج أحمر
لم يكن في هذا أي شيء مرهب
في هذه الهيئة كان يظهر في أحلامي
إلا أنني أعرف جيداً بأنه ميت طالما يحمل هذا التاج . لقد نطق
حرّك شفتيه الملطختين بالدم المتخثر
إنفرجتا ووقف في حالة إستعداد ثم وضع كفه على التاج
وقال : يا أخي ، لا استطيع أن اترك سرية الخيالة . منذها يحصل الشيء نفسه
يأتي مرتدياً قميص الميدان وحاملاً سيفاً معقوفاً وعلى قدميه مهمازان لايحدثان صوتاً
ولكي يقول الكلام نفسه دائماً
يؤدي التحية العسكرية ، وبعدها : يا أخي ، لا استطيع أن أترك سرية الخيالة
أي فعل كان إرتكبه حين جاء إليّ في المرة الأولي ؟ أفزع العيادة كلها
ومنذ ذلك الوقت تبدلت حياتي وأخذت بالهمود
أنا أفكر بصورة منطقية : طالما رحل الى العالم الآخر وإذا كان الميت
يأتي ويتحدث فهذا يعني بأنني لست بالإنسان الطبيعي
نعم . ها هو الغروب . وقت مهم لوضع الحساب
لكن للمرة الأولى غفوت ورأيت في الحلم صالوناً صغيراً فيه أثاث قديم مغطى بقماش أحمر لامع
كانت هناك كوشة مريحة لكن في إحدى أرجلها شروخ
صورة معلقة على الجدار في إطارأسود علاه الغبار . زهور تقف على قواعدها
بيانو مفتوح عليه نوتات (فاوست)
في الباب وقف هو ، وقلبي غمرته فرحة عارمة . لم يكن من الخيالة
كان كما كان قبلها بكثير، وقبل أن يقدم هذا الزمن الملعون
هو في فراك كوعه ملطخ بالطباشير . في عينيه الحيتين إبتسامه لعوب
وخصلة من الشعر متساقطة على الجبين
قال مشيراً بحركة من رأسه : يا أخي ، تعال الى غرفتي ، لو كنت تعرف ما سوف أريك هناك
صفاء العينين أضاء الصالون
وشعرت بأن ثقل ذنبي يتلاشى في العدم . لم يكن هناك أبداً ذلك اليوم الذي أرسلته فيه
قائلا: إذهب . منذرا بالشؤم
لم يكن هناك طرق ولا رائحة حريق
لم يذهب الى أي مكان ولم يخدم في الخيالة
كان يعزف على البيانو الذي كانت أصابعه البيض تطلق الأصوات وتشيع الصفاء
وكانت تسمع ضحكة بشرية حيّة
إستيقظت بعدها . لم يكن هناك أي شيء . لاسطوع الضوء ولا العينان
لم يجيء إليّ أبداً مثل هذا الحلم
لكن في الليلة نفسها جاء لكي يزيد من عذابي
كان يخطو بدون ضجة ، مرتدياً زيّ الخيّالة ، وقال ما قرر أن يقوله لي الى الأبد
أردت أن أضع حدا لهذا . قلت : ماذا تريد يا مضطهدي الأبدي ؟ لماذا تأتي ؟
أنا اعترف بكل شيء ، وأنا أتحمل الذنب
أنا من أرسلك الى الموت ، ووزر ذلك الإعدام ليكن وزري أيضاً
إغفر لي وأتركني لحالي . لم يردّ عليّ ومضى يا سيدي الجنرال
حينها ملآني العذاب بالقسوة
وأردت بكل ما أملكه من إرادة أن يظهر ولو لمرة واحدة أمامك واضعاً يده على التاج
أنا واثق من أن هذا سيقضي عليك كما قضى عليّ . فوراً
وفي الأخير من يعلم ، فأنت يا سيدي قد لا تقضي ساعات الليل وحيداً ؟
ومن يعلم ألا يأتي إليك ذلك الملطخ بالسخام
ذلك من مصباح الطريق في بييرديانسكو ؟
وإذا حصل هذا الشيء فنحن الإثنان نتعذب بصورة عادلة
لقد أرسلت كولا لكي يعاونك في عملية الشنق
ولكنك يا سيدي أنت من قمت بذلك وبقرار شفاهي لم يحمل رقماً نظامياً
إذن لم يرحل . حينها أردت أن أخيفه بالصراخ . هاجمت الكل
جاءت الممرضة راكضة وأيقظوا إيفان فاسيليفتش
لم أرد أن أبدأ يوم عمل تال ، إلا أنهم لم يسمحوا لي بأن أقتل نفسي
أخرجوا الزجاج ولفوا الضماد
ومنذها أنا موجود في غرفة رقم 27، عندما أعطوني الحبوب
نمت وسمعت الممرضة تقول في الممر : حالة ميؤوس منها
إنها الحقيقة بعينها . لا أمل هناك ، عند الغروب ، الى ذلك الحلم الى الغرفة القديمة المعروفة
والضوء الهاديء لتلك العينين الصافيتين
لا شيء من هذا القبيل ولن يكون أبداً . لا أزال أنوء بالحمل
وفي كل ليلة أنتظر، بمذلة قدوم ذلك الخيّال بحفرتي عينيه الفارغتين وليقول لي بصوت أبح : يا أخي
لا أستطيع أن أترك سرية الخيّالة . نعم . لا أمل هناك . إنه من يقضي عليّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
التاج الاحمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى الأخبارالغريبة والعلوم العجيبة والموروث الشعبي-
انتقل الى: