على خاصرة الليل رسمت موعدنا
وبماء النهر اطفئت جمر الإنتظار
زرعت صبوتي سنابلا على صدرك
فالتقط جنوني والقه بين احضان اللقاء
تأمل ابكي عاتب نفسك
وتذكر الماضي البعيد كيف كنّا
نرى الأفق ونحن طفلين
كنّت تبني لي قصرا في الهواء
فأرسم سريري ووسادتي
وانقش احلامي وأمنياتي
على جذع الياسمينة
التي اعشق عطرها
وكأنني اشتم شذى طيفك
ظلها كان كسحر عينيك
أوراقها ناعمة مثل كفيك
كبرنا وأدركنا بأننا كنّا
في حديقة البراءة ذات يوم
نعبث في جداولها ونطير في سمائها
والتقينا وانت لم تعد الطفل
الذي يصدق السانتا
ويجلس عند الموقد قرب النافذة
ينتظر من حبات الثلج
هدية العيد
وانا لم ابقى كما انا لم تعد الدمية ابنتي
واللون الوردي اصبح يخنقني
وربطة الشعر على الضفيرة
قُصّت كجدائلي
وبهت لونها من السنين
اعتادت ان تنام على ادراج النسيان
كغيرها من أشيائي التي لم ادفنها
مع جثة الذكريات في قبور الراحلون
فهل تظن لقاؤنا كان صدفة ...؟