خلق الله عز وجل (سوميا) أبو الجن قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام .. وقال عز وجل لـ(سوميا): تمن .. فقال (سوميا): أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شاباً .. ولبى الله عز وجل لـ(سوميا) أمنيته، وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها .. وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض. (المصدر قول ابن عباس رضي الله عنه). لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا الشكر للرب على ما أنعم عليهم
من النعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم .. وأمر الرب جنوده من الملائكة بغزو الأرض
لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها. وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن .. وفرّ من الجن نفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال .. وأسر الملائكة من الجن (إبليس) الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء. (المصدر تفسير ابن مسعود). كبر (إبليس) بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في الطاعة للخالق سبحانه .. وأعطاه الرب منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنيا. وخلق الرب أبو البشر (آدم) عليه السلام .. وأمر الملائكة بالسجود لـ(آدم)، وسجدوا جميعاً طاعةً لأمر الرب، لكن (إبليس) أبى السجود .. وبعد أن سأله الرب عن سبب امتناعه قال: ((أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين)). وطرد الرب (إبليس) من رحمته، عقاباً له على عصيانه وتكبره .. وبعد أن رأى (إبليس) ما آل إليه الحال، طلب من الرب أن يمد له
بالحياة حتى يوم البعث، وأجاب الرب طلبه .. ثم أخذ (إبليس) يتوعد (آدم) وذريته من بعده بأنه سيكون سبب طردهم من رحمة الله. قال تعالى: {إذ قال ربُك للملائكة إني خالق بشراً من طين . فإذا سويتهُ ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون .
إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين . قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين . قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين . قال فاخرج منها فإنك رجيم . وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين . قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون
. قال فإنك من المنظرين . إلى يوم الوقت المعلوم
. قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين . قال فالحقُّ والحق أقول . لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} آيات 71 ـ 85 سورة ص. وأسكن الرب (آدم) الجنة، وخلق له أم البشر (حواء) لتؤنسه في وحدته، وأعطاهما مطلق الحرية في الجنة، إلا شجرة نهاهما عن الأكل منها . . قال تعالى: {أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً
حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} آية 35 سورة البقرة. في حين بقيت النار في داخل (إبليس) موقدة، تبغي الانتقام من (آدم) الذي يراه السبب في طرده من رحمة الرب . . وهو غير مدرك أن كبره وحسده لـ(آدم) هما اللذان أضاعا منه
منزلته التي تبوأها بين الملائكة، وضياع الأهم طرده من رحمة ربه. كانت الجنة محروسة من الملائكة الذين يُحرمون على (إبليس)
دخولها كما أمرهم الرب بذلك .. وكان (إبليس) يُمني النفس بدخول الجنة حتى يتمكن من
(آدم) الذي لم يكن يغادرها. فاهتدى لحيلة .. وهي أنه شاهد الحية يتسنى لها دخول الجنة والخروج منها، دون أن يمنعها الحراس الملائكة من الدخول أو الخروج .. فطلب من الحية مساعدته للدخول للجنة، بأن يختبئ داخل جوفها
حتى تمر من الحراس الملائكة .. ووافقت الحية، واختبئ (إبليس) داخلها حتى تمكنت من المرور من حراسة الملائكة لداخل الجنة دون أن تُكتشف الحيلة .. وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه. (المصدر تفسير ابن كثير). وطلب (إبليس) من الحية أن تكمل مساعدتها له، ووافقت .. وعلم (إبليس) بأمرِ الشجرة التي نهى الرب سبحانه (آدم) و(حواء)
من الأكل منها، ووجد أنها المدخل الذي سيتسنى له منه إغواء (آدم) و(حواء) حتى يخرجهما عن طاعة الرب وخروجهما من رحمته تماماً كحاله. ووجد (إبليس) والحية (آدم) و(حواء) داخل الجنة، فأغوى (إبليس) (آدم)، بينما أغوت الحية (حواء) حتى أكلا من الشجرة، بعد
أن أوهماهما بأنهما من الناصحين، وأن من يأكل
من هذه الشجرة يُصبح من الخالدين، ومن أصحاب مُلك لا يُبلى. وغضب الرب على (آدم) و(حواء) لأكلهما من الشجرة ..
وذكرهما بتحذيره لهما: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌ مبين} آية 22 سورة الأعراف. لم يجدا (آدم) و(حواء) أي تبرير لفعلتهما سوى طلب المغفرة: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} آية 23 سورة الأعراف. وحكم الرب على (آدم) و(حواء) و(إبليس) والحية بعد ما حدث:
{اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} آية 36 سورة البقرة. وهبط (آدم) و(حواء) من السماء إلى الأرض وتحديداً في الهند كما ذهب أكثر المفسرين
في حين هبط (إبليس) في "دستميسان" على مقربة من البصرة .. وهبطت الحية في أصبهان. (المصدر البداية والنهاية لابن كثير). وتاب الرب على (آدم) و(حواء)، ووعدهما بالفوز بالجنة إن اتبعا هداه، وبالنار إن ضلا السبيل: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. ((المواجهة في الأرض بين الإنس والجن .. وإبليس يبني مملكته)) كانت الأرض صحراء مقفرة، لكن الرب أعطى (آدم) من ثمار الجنة ليزرعها بعد أن علمه صنعة كل شيء .. وزرع (آدم) ثمار الجنة على الأرض، وأنجب من (حواء) الأولاد، وبقي على طاعة ربه فيما أمر واجتناب ما نهى عنه. ولم يُخمد (إبليس) نار عداوته لـ(آدم) رغم ما فعل بطرد أبو البشر من الجنة .. فكان يُمني النفس أن يُحرم عليه الجنة للأبد تماماً كحاله .. لكن ما العمل؟ فهو يرى أن عداوته قد انكشفت، ولم يعد بإمكانهِ مواجهة (آدم) الذي هو على طاعة الرب قائم، غير أن (إبليس) بالأصلِ ضعيف كما أخبرنا سبحانه بذلك: {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} آية 76 سورة النساء، ولا قوة له إلا على الضالين:
{فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين}. لذا اختار أن يستخدم سلاحه "الوسوسة"، لكن ليس على (آدم) و(حواء) بل على أبنهم (قابيل) الذي كان يُمني النفس بالزواج
من توأمته التي شاء الرب أن يتزوجها أخيه (هابيل) . . فوسوس (إبليس) بـ(قابيل) قتل أخيه (هابيل) فحدث ما حدث من القتل ... ...... والقصة في ذلك مشهورة. ووجد (إبليس) بذلك أن ذرية (آدم) هدفه .. فتجنب (آدم) و(حواء) لإيمانهما القوي وتوبتهما العظيمة، ووضع جلَّ أهدافه في ذريتهما التي رآها أضعف أمام الأهواء
فبدأ شرّه يظهر للوجود وبلا حدود. ماتا (آدم) و(حواء)، وظن (إبليس) أن موتهما انتهاءً لهروبه من المواجهة، وأن بإمكانه الظهور علناً للبشر وشنّ حربه عليهم، لأنهم ضعفاء لا يقدرون على المواجهة
فظهر للعلن ومعه خلق من شياطين الجن والمردة والغيلان ليبسط نفوذه على الحياة في الأرض. لكن الرب شاء أن ينصر بني الإنس على الجيش الإبليسي الذي أسسه
(إبليس من الجن والمردة والغيلان، حين نصرهم برجلٍ عظيم اسمه (مهلاييل) ونسبه هو: "مهلاييل بن قينن بن انوش بن شيث عليه السلام بن آدم عليه السلام" .. ويروى أنه ملك الأقاليم السبعة وأول من قطع الأشجار. قام (مهلاييل) بتأسيس مدينتين محصنتين هما: مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، ليحتمي بها الإنس من أي خطرٍ يهددهم ..
ثم أسس جيشه الإنسي الذي كان أول جيش في حياة الإنس للدفاع عن بابل والسوس الأقصى وقامت معركةٌ رهيبة بين جيش (مهلاييل) وجيش (إبليس)، وكتب الرب النصر بها للإنس حيث قُتل بها المردة والغيلان وعدد كبير من الجان، وفرّ (إبليس) من المواجهة. (المصدر البداية والنهاية لابن كثير). بعد هزيمة (إبليس) وفراره من الأراضي التي يحكمها (مهلاييل) .. ظل يبحث عن مأوى يحميه ومن معه من شياطين الجن الخاسرين في المعركة ضد (مهلاييل) .. واختار أن يكون هذا المأوى بعيداً عن مواطن الإنس، يبني به مملكة يحكمها وتلم شمل قومه شياطين الجن الفارين من غزو الملائكة آنذاك
فأي مأوى اختار (إبليس) لبناء مملكته؟ طاف (إبليس) في الأرض بحثاً عن المنطقة الملائمة لبناء حلمه .. ووقع اختياره على منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين .. وكان اختياره لهاتين المنطقتين لأسباب عدة هي: ــ تقع منطقتي برمودا والتنين على بُعد آلاف الأميال
عن المناطق التي يستوطنها البشر آنذاك. ــ أراد (إبليس) أن تكون مملكته في المواطن التي فرّ إليها معظم شياطين
الجن إبان غزو الملائكة والتي كانت لجزر البحار التي يصل تعدادها عشرات الآلاف. استغل (إبليس) قدرات الجن الخارقة في بناء المملكة والتي كان من أهم تلك القدرات التي تلائم طبيعة البحر ما ذكرها القرآن الكريم: {والشياطين كل بناء وغواص} آية 37 سورة ص. وبعد ذلك وضع عرشه على الماء، وأسس جيشه من شياطين الجن الذين التفوا حوله في مملكته، ينفذون كل ما يأمرهم به .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال: فيقربه ويدنيه ويقول: نعم أنت)) رواه مسلم. ووضع (إبليس) للحيات مكانة خاصة عنده، جزاء ما فعلت له الحية في السماء من مساعدة تسببت في خروج (آدم) و(حواء) من الجنة ..
وذلك بأن جعلها من المقربين لعرشه .. في مسند أبي سعيد: عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد:
((ما ترى))؟ قال: أرى عرشاً على البحر حوله الحيات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((صدق ذاك عرش إبليس)). وأسس (إبليس) مجلس وزرائه الذين سيقود مخططاته الشيطانية في عالم الإنس .. عن كتاب "آكام المرجان للشلبي" روي عن (زيد) عن (مجاهد) قوله: ((لإبليس خمسة من ولده، قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره، ثم سماهم فذكر: ثبر ، الأعور، سوط، داسم، زلنبور .. أما ثبر فهو صاحب المصيبات
الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية .. وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه، وأما سوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيُخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيتُ رجلاً أعرف وجهه وما أدري أسمه حدثني بكذا وكذا ..
أما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يُريه العيب فيهم ويُغضبه عليهم .. أما زلنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق. ولم يكن (إبليس) وشياطين الجن فحسب من تسنى لهم بناء مملكة قوية، بل أيضاً الإنس بنوا حضارات عظيمة، حتى غدى العالم لبني الإنس قرية صغيرة، ولم يعد المكانين المنعزلين عن العالم
المسميين برمودا والتنين غائبتين عن عيون الإنس، ذلك
أن بفضل التكنولوجيا المتطورة التي اخترعها الإنس من طائرات حلقت في السماء، وسفن طافت البحار، وغواصات بلغت كل قاع، جعلت كل شيء تحت مرمى الأبصار وظلت مملكة شياطين الجن آمنة لعصور عدة .. لكن ما أن عرف الإنس ركوب البحر ومرورهما بكلتا المنطقتين، إلا وأدرك شياطين الجن الخطر الذي يهددهم ..
فاختطفوا أعداداً من السفن والقوارب والغواصات والطائرات التي ربما رأت سراً عن عالم شياطين الجن فخشي الجن افتضاح أمرهم، وبالتالي خسارة مملكتهم، كما خسروا من قبل الأرض التي كانوا وحدهم يعيشون فيها، وخسروا معركتهم مع (مهلاييل)
الذي شردهم عن الأراضي القريبة من مواطن الإنس .. فعمدوا إلى الاختطاف كل طائرة وسفينة ونحوهما مارة .. حتى حققوا بذلك نصراً عندما صدر قرار دولي بمنع الملاحة في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين
عدل سابقا من قبل د.حسن نعيم إبراهيم في الثلاثاء مايو 17, 2022 4:23 am عدل 2 مرات
د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
موضوع: رد: قصه إبليس وأبيه سوميا الثلاثاء يوليو 12, 2016 4:53 am
( الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة ) .. ويأتي في 240 صفحة .. وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
ــ المنطقة الغريبة والشهيرة/ مثلث برمودا (ذكرته سابقا في موضوع مستقل). ــ المنطقة الأخطر في العالم/ مثلث التنين(موضوعنا اليوم). ــ الأدلة والبراهين أن الشياطين خلف ما يحدث هناك (في المستقبل القريب).
سآتيكم بأجزاء من الكتاب وبكل اختصار حتى لا أصيبكم بالملل.
مثلث التنين أخطر منطقة في العالم
الموقع: تقع منطقة مثلث التنين في المحيط الهادي تجاه الساحل الجنوبي الشرقي لجزر اليابان، وفي الاتجاه نحو الشمال والشرق بالنسبة للفلبين .. يمتد ضلعه الأكبر من جزيرة "يوكوهاما" اليابانية شمالاً إلى جزيرة "جوام" الفلبينية جنوباً ماراً بجزيرة "أيوجيما"، ويمتد ضلعه الأصغر من جزيرة "جوام" جنوباً إلى مجموعة من الجزر الصغيرة ـ تُعرف باسم جزر "ماريانا" ـ شمالاً، أما الضلع الثالث فيمتد من جزر "ماريانا" جنوباً حتى جزيرة "يوكوهاما" شمالاً.
تسمية المنطقة:
اكتسبت منطقة مثلث التنين شهرةً واسعة، حالها كحال منطقة مثلث برمودا، فأُطلقت عليها أسماء كثيرة مِن قِبل مَن شهد خطورتها وغرابتها .. إلا أن هناك أسمين أكثر شيوعاً عن غيرهما هما: "بحر الشيطان" و"مثلث التنين"، ويعود سبب التسمية الأولى "بحر الشيطان" إلى أن الإنسان بالعهد القديم اعتاد على أن ينسب أي خطر يحدق به ويجهل سببه إلى الشيطان الذي يراه رأس الشرّ والعداء لبني الإنسان، ولخطورة المنطقة وغموض سرّها، نُسبت تسمية بحرها إلى الشيطان .. أما الاسم الآخر للمنطقة "مثلث التنين" والذي هو الأكثر شيوعاً عن غيره فهو أقدم الأسماء التي عُرفت به المنطقة، وتعود أسباب التسمية به إلى أن حدود المنطقة تأتي على شكل مثلث، أما عن كلمة التنين فتعود إلى الرواية التي تناقلها البحارة والصيادين منذ قديم الزمان عن تنين رابض في قاع المنطقة، يخرج من وقتٍ لآخر لمهاجمة السفن والقوارب المارة وأخذها معه إلى مرقده في قاع المحيط!
أخطر منطقة في العالم:
تعتبر منطقة مثلث التنين أخطر منطقة في العالم، وتفوق بخطورتها خطورة منطقة مثلث برمودا، واكتشاف خطورتها ليس وليد العصر، بل يعود إلى آلاف السنين كما تشير لذلك وثائق قديمة جداً سُجلت منذ مملكة "سانج ويوان" الصينية القديمة .. فقد تحدثت بعض الأساطير القديمة التي يرجع تاريخها إلى900 ق.م، عن تنينٍ يستوطن المنطقة بقصر مبنى تحت جزيرة صغيرة في مقاطعة كيانجسو، يخرج من وقتٍ لآخر لمهاجمة السفن المارة! كما ذكرت روايات وأساطير أخرى عن انبعاث أصوات ورؤية أضواء في منطقة مثلث التنين، بدت واضحة جداً في الأوقات التي خلت من الرياح!
وتؤكد الإحصائيات الرسمية في وقتنا الحاضر خطورة منطقة مثلث التنين من خلال عدد حالات الاختفاء الحادثة بها والتي تفوق عدد حالات الاختفاء في منطقة مثلث برمودا.
ويقع مثلث التنين في المحيط الهادي الذي ليس في حقيقة الأمر هادئاً بالمرة، فرياحه من أعنف الرياح في العالم، وشواطئه تتميز بنشاط زلزالي حاد .. ويقع مثلث التنين تحديداً في المنطقة التي تسمى "حلقة النار"، والتي تمتد من السواحل الغربية للأمريكيتين عبر الأسكا إلى الساحل الشرقي لآسيا وجنوباً إلى إندونيسيا والمعروفة بنشاطها الزلزالي الحاد الذي ينتاب قاعها العميق فينعكس أثر ذلك على مياهها التي تبدو غاضبة ومتوترة ومخيفة للبحارة المارين بها.
ورغم خطورة مثلث التنين إلا أنه لم ينل شهرة مثلث برمودا في العالم، وذلك يعود ببساطة إلى أن موقع مثلث برمودا بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية التي تتابع أخبارها كافة دول العالم عكس اليابان ودول الشرق الأقصى.
أغرب حوادث الاختفاء: من بين حوادث الاختفاء التي حدثت في منطقة مثلث التنين يبقى تفاصيل بعضها عالقاً بالذاكرة لإثارتها لأكثر من علامة استفهام حول كيفية حدوثها أو من يقف وراءها .. نذكر بعض من تلك الحوادث الغريبة التي تؤكد مدى غرابة وخطورة منطقة مثلث التنين:
ـ غرقت السفينة البحرية اليابانية "جويتا"، وبعد بحث شاق عنها، عُثر عليها على مسافة تبعد حوالي 500 ميل عن مكان غرقها!
ـ في سنة 1913م، غرقت السفينة الإنجليزية "الجونار"، وتم إنقاذ طاقمها بسفينة عابرة، وبعد مرور ما يزيد على سنتين عُثر عليها في قاع إحدى الجزر التي تبعد عن مكان غرقها بقرابة ألفي ميل!
ـ في سنة 1939م، بعد إقلاع طائرة حربية بثلاث ساعات من مطار "سان دييجو" بالولايات المتحدة، وأثناء تحليق الطائرة فوق منطقة مثلث التنين، بعث قائد الطائرة برسالة للقاعدة الجوية جاء فيها أن الرحلة تتعرض لظروف قاسية في الطيران، وانقطع الاتصال فجأة بين الطائرة والقاعدة .. وبعد مرور بعض الوقت عادت الطائرة لأرض المطار، وما أن جرى نحوها رجال الإغاثة وفتحوا باب الطائرة إلا وحلت بهم الصدمة بعد أن تبينوا مقتل طاقمها البالغ عددهم 12 طياراً ما عدى قائد الطائرة الذي قاوم الإصابات التي تعرض لها جسده، لكن ما هي دقائق إلا ومات هو الآخر، وكانت إصابة جميع طاقم الطائرة والتي تسببت بموتهم عبارة عن ثقوب بالصدر وتلوث شديد بالجلد .. وكان بداخل الطائرة رائحة كبريتية عفنة للغاية غير معروفة المصدر!
ـ في سنة 1952م، اختفت ناقة البترول اليابانية الضخمة "كايو مارو رقم (5)" في مثلث التنين في ظروف ملاحية جيدة، والغريب أن الناقلة كانت تنقل على متنها ما يزيد على 150 طناً من البترول، ورغم ذلك لم يظهر بسطح المياه أي أثر للبترول، والأغرب من ذلك أيضاً أن أجهزة اللاسلكي بالناقلة كانت تعمل بصورة جيدة وكانت على اتصال مباشر بالقاعدة قبل اختفائها بوقتٍ قصيرٍ جداً .. وأسفرت عملية البحث عن الناقلة اليابانية على العثور على خمسة براميل بترول فارغة فقط، دون أي أثر للناقلة أو طاقمها!
ـ في 19 مارس 1957م، اختفت طائرة رئيس الفلبين آنذاك الرئيس (رامون ماجاي)، وكان على متنها أربعة وعشرون راكباً، ولم يُعثر لها على أي أثر! ـ في 5 يناير 1970م، حدث أمر غريب للسفينة الليبيرية "صوفيا باباس" في جنوب شرق ميناء طوكيو، حيث انشطرت السفينة فجأة إلى نصفين، وبعد قيام المهندسين بفحص السفينة لم يستدلوا من الفحص على سبب الانقسام المفاجئ!
ـ في 16 يوليو 1971م، اختفت الطائرة "كاوازاكي" فوق مثلث التنين، وكانت هذه الطائرة حديثة الطراز ومضادة للغواصات، ومزودة بجهاز رادار على أعلى مستوى، وأجهزة إنذار حديثة، ورغم حداثتها وتطورها التكنولوجي لم تبعث "كاوازاكي" بأي رسالة استغاثة قبل اختفائها!
ـ في 14 مارس 1987م، اختفت السفينة "ماسجوسار"، وقبل اختفائها حدث أمر غريب، حيث شوهدت وسط مياه مثلث التنين وهي محاصرة من قبل موجات مثلثة الشكل، ومن ثم اندلعت بها النيران فجأة ودون سبب واضح، مع العلم بأنها لم تكن تحمل أية مواد قابلة للاشتعال!
أغرب المشاهدات: هذه بعض المشاهدات الغريبة والمحيرة التي حدثت في منطقة مثلث التنين ولم يجد لها العلم أي تفسير، فقط زادت من مخاوف البحارة من هذا الغموض الذي يلف منطقة مثلث التنين:
ـ في سنة 1987م، كانت السفينة الفلبينية "لا كارلوتا" في رحلة عبر مثلث التنين، وعلى نحو مفاجئ اشتعلت فيها النيران دون سبب على الرغم من أنها لم تكن تحمل أي بضائع قابلة للاشتعال، وأثناء انشغال البحارة بإطفاء النيران التي اندلعت بأحد طرفي السفينة، تفاجئوا باشتعال النيران في الطرف الآخر، ولم يتمكن البحارة من إخماد النيران التي واجهوا صعوبة في السيطرة عليها، لكن وعلى نحوٍ مفاجئ شاهدوا النيران تتلاشى تدريجياً حتى إنطفئت تماماً .. ولا تزال السفينة موجودة في مانيلا بالفلبين بعدما شوهتها النيران وبعد فشل الجهود في كشف السبب وراء اشتعال النيران بها وكذلك عدم مقدرة الشركة على بيعها أو استخدامها!
ـ شاع وسط البحارة والصيادين الذين اعتادوا الإبحار والصيد في مياه مثلث التنين وجود سفن الأشباح التي تظهر في المنطقة بين الحين والآخر، وتختفي على نحوٍ مفاجئ، ويصاحب ظهورها واختفاءها، اختفاء سفن وقوارب بنفس المنطقة التي كانت بها، ويكون اختفاء هذه السفن والقوارب إما للأبد أو ظهورها بمكانٍ بعيد جداً عن المكان الذي فُقدت فيه خالية من طاقمها!