1. قال : (ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهِمْ ونُشَّابهم وجِعابِهِمْ (وفي لفظ: وأَترِسَتِهمْ) سبع سنين): سؤال: اذا كانوا تحت الارض مغلق عليهم كي تسنى
لهم اعداد
مثل هذه الاسلحة والتي تتطلب موارد هائلة من نباتات واخشاب وحديد لصنع التروس وما يدل على الكم الهائل من هذه الاسلحة ان المسلمين
سيوقدون منها لمدة
سبع سنين فاي عاقل يصدق انهم تحت باطن الارض؟ بلا شك انهم موجودون على سطح الارض في بيئة تحوى الاشجار والموارد اللازمة لصنع مثل هذه الاسلحة.
2. قال : (إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونَ (وفي لفظ: ليحفرُنَّ السّدَّ) في كل يوم حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ
(وفي لفظ:
فستحفرونه) غداً): من يقول انهم في باطن الارض مغلق عليهم بالسد ويستدل على ذلك بانهم لا يرون شعاع الشمس فليتفضل ويوضح لنا كيف
يستطيعون معرفة
الايام وتحديد الوقت دون الرجوع للوسائل التي خلقها الله لنا لمعرفة حساب الايام وعدد السنين واقصد بذلك الشمس والقمر؟ هم كما هو واضح في
حديث
المصطفى يحفرون كل يوم حتى نهاية اليوم حين يامرهم الذي عليهم بالتوقف
عن الحفر لمواصلته غدا, اذا هم يعرفون ويحددون الايام اليس كذلك؟ اذا
لابد انهم يروا
الشمس والقمر. وسنفند الان حجة من يحتج بوشوك رؤيتهم لشعاع الشمس في نهاية الحفر كل يوم على انها دليل على انهم في باطن الارض وليس
على ظهرها:
نقول وبالله الاستعانة هل شعاع الشمس يعنى ضوء الشمس؟ ان من علامات ليلة القدر شروق الشمس بدون شعاع فهل يدل ذلك على انها ليس لها
ضوء؟ لو تخيلت
نفسك في ساعة متأخرة من وقت العصر قبيل مغيب الشمس تقف خلف حائط مرتفع يحول بينك وبين رؤية الشمس في ذاك الوقت أي انك تقف شرق
الحائط بينما
تتدلى الشمس للمغيب وترسل اشعتها الحمراء والذهبية ولكن الحائط يحول بينك وبين رؤية تلك الاشعة رغم انك ترى ضوء النهار في السماء وعند
هذه اللحظة
امسكت بالمعول وشرعت في فتح ثقب في الحائط وبعد ان تصببت عرقا تمكنت اخيرا من احداث ثقب في الحائط فسينهال عليك شعاع الشمس وتستبشر
بانجاز
المهمة, ان هذا هو واقع ياجوج وماجوج والسد فالسد فوق سطح الارض يحول بينهم وبين القوم والله اعلم انهم في الجهة الشرقية منه ويقومون كل
يوم من مشرق
الشمس بالحفر حتى نهاية اليوم حين يقرر زعيمهم بالرجوع للديار لمواصلة الحفر غدا وهم بالتاكيد لا يعلمون انهم على وشك ان يحدثوا فتحة فيه
تمكنهم من رؤية
اشعة الشمس التي توشك على المغيب والا لما توقفوا عن الحفر ولكن هذه ارادة الله لانه لم يحن وقت خروجهم والله اعلم. لاحظ دقة لفظ حديث
المصطفى والذي لا
ينطق عن الهوى ان هو الا وحيا يوحى : (حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس) ولم يقل ضوء الشمس فهم يرون ضوء الشمس الذي يملا الدنيا ولكن
في توقيت
نهاية يومهم وبعد حفر من الصباح في السد كادوا ان يروا شعاع الشمس المباشر منها ومن هنا نستشف ان الشمس وفي اخر كل يوم ترسل اشعتها
مباشرة على
الجهة من السد التي بأتجاة القوم وعكس اتجاه ياجوج وماجوج دون ان يحول بينها وبين السد أي حائل والله اعلم.
3. قال : (حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم، وأرادَ اللهُ أنْ يبعثَهم على الناس، حَفَروا حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمسِ، قالَ الذي عَليهِمْ: اِرْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غداً إن شاء
الله تعالى! وَاسْتَثْنَوْا، فيعودونَ إليهِ وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناسِ
إذ أَوحىَ الُله إلى عيسى ابن مريم : إني قد أخرجتُ
(وفي
لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ (وفي لفظ: فَحَوِّزْ) عبادي إلى الطور. ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله
تعالى: وهم من
كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون المياه)، ويتحصَّنُ (وفي لفظ: ويَفِرُّ) الناس منهم في
حصونهم، وينحاز
منهم المسلمون، حتى تصير بقيةُ المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويَضُمُّونَ إليهم مواشِيَهم، ويَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأرضِ؛ حَتىَّ إِنَّهمْ لَيَمُرُّونَ بِالنّهرِ
فيَشْرَبُونَهُ، حَتىَّ مَا
يَذَرونَ فِيهِ شَيئاً، حتّى إنّ بعضَهم لَيَمُرُّ بِذلكَ النَّهرِ، حتى يتركوه يَبساً حتى إن مَنْ بَعدَهُمْ ليَمُرُّ به فَيقولُ: قَد كانَ هَهُنَا مَاءٌ مرّةً!، فيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ على
بُحيرة الطَّبَرِيَّةِ،
فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء): حين بلوغ مدتهم يحفرون السد ويفتحونه بمشيئة الله ويخرجون على الناس انذاك
يوحي الله الى
نبيه وعبده عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام انه قد اخرج وفي رواية ابن حجر قد انزل عبادا له لا يدان لاحد بقتالهم, ونتوقف هنا عند
لفظة (قد
انزلت) وفيها دليل على ان يأجوج وماجوج ليسوا على ارضنا هذه بل على ارض من ارض الله الواسعة والتي لا يعلم حدودها الا الله تعالى وذلك انهم
سينزلون من
عل على كرتنا الارضية هذه ولكن وقبل نزولهم لكرتنا الارضية فستكون لهم جولات مع القوم الذين من دون السدين لانهم هم اول من سيخرجون
عليهم قبل ان
يبعثهم أي يرسلهم وينزلهم الله على كرتنا الارضية لاحظ قول الصادق المصدوق : (ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج ) والبعث هو الارسال ثم لاحظ قوله :
(ويبعثُ
الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون
المياه)): بعد
ان يبعث الله ياجوج وماجوج فهم يخرجون, وقد ذكر هنا قول المولى عن صفة خروجهم (كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ) ما معنى
حدب؟ ذكر
اخواننا المفسرون انه ما غلظ وعلا من الارض وينسلون أي يخرجون مسرعين قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى
رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) يس) وقال تعالى : (خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْيَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) القمر), ولكن لنتسأل هنا لما يخرج ياجوج
وماجوج مما علاوغلظ من الارض بعد ان خرجوا من السد؟ وكذلك نرى في الحديث انهم بعد انسلالهم وخروجهم من الاحداب يعمون الارض وفي رواية يغشون الارض أي ان
انسلالهم وخروجهم من الاحداب يكون قبل غشوهم الارض وكل الارض لانهم يشربون انهارها ومياهها وياكلون خيراتها ومن الملفت ان تحصن الناس في حصونهم يوفر نوع من الحماية لهم من هجمات ياجوج وماجوج ولكن الملفت للنظر اكثر هو تحصن المسلمين بمعية عيسى برأس الجبل ليعصمهم من شر
هؤلاء الاشرار
فلماذا يا ترى؟ ان هذا ما لمسناه من نقطة ضعف لدى ياجوج وماجوج فهم والله اعلم بطبيعة خلقهم لا يستطيعون تسلق المرتفعات ولذلك لم يتمكنوا من
ظهور السد بل سيستطيعون اخر المطاف نقبه فقط ولهذا كان وجود المسلمين فوق الجبل بقدرة الله وفر لهم ملاذا امنا لعدم قدرة ياجوج وماجوج على تسلق الجبل بل اكتفوا
بحصارهم , واذا عدنا للوراء وتأملنا ما كان اصلا قبل وصول ذو القرنين للقوم الذين من دون السد والذين كانوا يتعرضون لغارات ياجوج وماجوج وفسادهم وتسألنا: كيف كانوا يفرون بارواحهم ومواشيهم من خطر ياجوج وماجوج والذين لابد انهم كانوا يعيشون معهم ردحا من الزمن قبل بناء السد؟ كيف لم
يتمكن ياجوج
وماجوج من القضاء عليهم نهائيا وهم بهذه القوة؟ نقول والله اعلم انه كما لهؤلاء الاشرار من قوة الا ان الله اودع فيهم نقطة ضعف وهي والله اعلم
عدم تمكنهم من التسلق ولهذا ربما كانت المرتفعات الجبلية توفر للقوم الذين من دونهم ملاذا امنا للفرار بحياتهم ولكن وبسبب ان لديهم معايش وزراعة في الارض
السهلة فلا
يستطيعون الالتصاق طوال الوقت بالمرتفعات ولذلك يعودون بين فينة واخرى لممارسة حياتهم على الارض السهلة ولكن ياجوج وماجوج يباغتونهم
بالغارات بين
حين واخر ويقتلون من يقتلون منهم وياكلون محاصيلهم ومواشيهم ويفر من يفر الى اعالى الجبال لينجو بروحه. ومن المؤكد ان هؤلاء القوم يخبرون
نقطة ضعف
عدوهم أي ياجوج وماجوج ولذلك طلبوا من ذي القرنين بناء سد يحول بينهم وبين ياجوج وماجوج وربما انهم حاولوا مرارا بناء مثل هذا السد سابقا
ولكن كانوا أي
ياجوج وماجوج ينقبون سدودهم بسهولة لافتقارها للقوة المتوفرة في سد الحديد والنحاس الذي بناه لهم ذو القرنين الممكن من لدن الله القوي العزيز.
ونعود الان
للأحداب التي ينسل منها ياجوج وماجوج وهل هي ما علا وغلظ من الارض؟ لماذا بعد خروجهم من السد يخرجون مما علا من الارض؟ اليسوا يغشون
الارض
جميعا كما جاء في الحديث؟ لماذا يعمدون للمرتفعات ويتركون الارض السهلة علما انهم كانت مشكلتهم السد وهو مرتفع؟ لماذا لم يصلوا
للمسلمين إِذاً وهم باعلا
الجبل اذا كان لديهم القدرة على تسلق المرتفعات؟ اليس الجبل هو من احداب الارض كما فسرها المفسرون؟ لم يذكر صلوات الله وسلامه عليه حين
وصل الى نقطة
انسلالهم من الاحداب بانها تعني الخروج من اكام الارض وما علا منها بل اكتفى بتلاوة الآية قائلا : (فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ
يَنسِلُون ), لاحظ
أيضا ان من كل حدب تدل على كثرة الاحداب المنسل منها ياجوج وماجوج. ولماذا يقتصر وصف انسلالهم على مرتفعات الارض لماذا لم تذكر الارض
السهلة
والوديان؟ ان ما نراه والله اعلم وفي ضوء ما فهمناه من كتاب الله وحديث المصطفى ان الاحداب التي ينسل منها ياجوج وماجوج هي والله اعلم وسيلة
نقلهم من
الارض التي كانوا فيها في السماء الى كرتنا الارضية ولذلك جاء في الحديث (إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي) ولعل هذه
الاحداب هي والله
اعلم الاطباق الطائرة والتي شوهدت الاف المرات من قبل كثير من الناس منهم طيارون امريكيون وكان الاجماع على انها محدبة الشكل كالعدسة
المحدبة أو كتحدب
الصحن أو الطبق ومن ذلك جاءت تسميتها بالاطباق الطائرة أو الصحون الطائرة. لكن السؤال كيف حصلوا عليها؟ ربما انهم استولوا عليها من اؤلائك
القوم الذين
استعانوا بذي القرنين لبناء السد ولربما ان هؤلاء القوم قد استمدوا من ذي القرنين مما علمه الله ومكنه فيه لصناعة مثل هذه الاطباق وليس غريب انهم تقدموا
بمرور الزمن ولكن ورغم تقدمهم لم يكن لهم طاقة بقتال ياجوج وماجوج وربما نقطة قوة ياجوج وماجوج هي التكاثر السريع فقد ذكر ان احدهم لا
يموت حتى يولد
له الف, جاء في الحديث: (الرجلَ منهم لا يموتُ حتى يُولدَ له ألفُ ذكرٍ), الراوي: عمر بن الخطاب رضى الله عنه, المحدث: ابن جرير الطبري,
المصدر: مسند ابن
عباس ( حديث صحيح), أي انه مهما قتل منهم فسيتم تعويضة بسرعة ولذلك لو تاملت طريقة القضاء عليهم ان الله يرسل عليهم النغف فياتيهم في
رقابهم
ومناخيرهم فيموتون موتة رجل واحد نعم موتة رجل واحد فلو بقي منهم القليل سيتكاثرون بسرعة وساضرب لك مثل على ضعف الانسان حتى امام
مخلوقات اقل
شأنا من ياجوج وماجوج, الذباب مثلا, فهو العدو اللدود للانسان منذ بدء الخليقة فلا احد يرغب في وجوده فهل استطاع الانسان القضاء عليه رغم ما
وصلنا اليه من
تقدم ورقي؟ كلا بل ان العجيب في الامر ان دراسة امريكية خلصت الى ان الافراط في مكافحة الذباب يؤدي الى انه يستشعر انقراض نسله فيتكاثر
بصورة كبيرة على
غير عادته فربما ان ياجوج وماجوج كان لديهم هذه النقطة من القوة التي جعلت القوم الذين امامهم لا يستطعون القضاء عليهم حتى ولو وصلوا لما
وصلوا من تقدم
ورقي والله اعلم وسنوضح ذلك الامر لاحقا ان شاء الله.
4. قال : (وفي حديث النواس: ثم يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابُهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في
الأرضِ موضع شِبْرٍ (وفي لفظ: بيتا) إلا مَلأَهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم ودماؤُهم،
فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله ؛ بالمهبل)
نتوقف هنا عند نقطتين: اولا: ان
ليأجوج وماجوج بعد موتهم نتن وزهم أي رائحة كريهة من نتاج التعفن, وهذا يشير الى انهم مخلوقون
من مادة عضوية يتولد عن تعفنها غاز كبريتيد الهيدروجين
وكذلك كون مواشي المسلمين تشكر أي تسمن من اكل لحومهم يؤيد ان اجسادهم
تحتوي مواد عضوية من التربة, والله اعلم,إِذاً هم خلق من تراب وليس من نار أي
انهم والله اعلم انس وليسوا من الجن فقد ورد في الحديث:
(الإنس عشرة أجزاء تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وسائر الناس جزء واحد), الراوي: عبدالله بن عمرو
المحدث: ابن الملقن, المصدر: شرح البخاري لابن الملقن, ولكنهم ليسوا من البشر أي ليسوا من ابناء آدم فآدم
وفي الحديث المتفق عليه هو ابو البشر وليس
ابو الانس فلم يرد مطلقا لا في القرآن ولا في السنة ان آدم ابو الانس جميعا
لان هناك فرق بين الانس والبشر فكل البشر من الانس ولكن ليس كل الانس بشر والله
اعلم وهذا تجده في بحثنا الانس والبشر والاثباتات الدامغة من القرآن والسنة في هذا الصدد.
واما من ذهب الى ان ياجوج وماجوج من البشر أي بني آدم فسنورد له
هنا حديثين صحيحين يثبتان انهم ليسوا من ذرية آدم : الحديث الأول رواه البخاري (6529)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( أَوَّلُ مَنْ
يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ ، فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ ، فَيُقَالُ : هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ . فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ . فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، كَمْ
أُخْرِجُ ؟ فَيَقُولُ
: أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا ؟ قَالَ : إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ
الْبَيْضَاءِ فِي
الثَّوْرِ الأَسْوَدِ .
الحديث الثاني رواه البخاري (3348) ومسلم (222) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا
آدَمُ ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟
قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ،
فَعِنْدَهُ يَشِيبُ
الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : أَبْشِرُوا
، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا . ثُمَّ قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا, فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ :
مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي
جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ .
من الملاحظ انه في الحديث الاول حين يطلب الله من آدم
اخراج بعث جهنم من ذريته لا ذكر ليأجوج وماجوج والنسبة تختلف حيث من كل مائة تسعة
وتسعون واما في الحديث الثاني فالفظ الذي ورد فيه اخراج بعث النار
ولم تذكر ذرية آدم فقط , وهل بني آدم وحدهم في ارض المحشر؟ كل الخلائق جنها وانسها
ستكون محشورة, قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي
أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) الانعام)
, ولذا نقول ان ياجوج وماجوج ليسوا من ذرية آدم والله اعلم بل هم خلق من
الانس لهم طبيعة مختلفة. وكذلك تامل الحديث التالي والذي يوضح فهمه ان ياجوج وماجوج ليسوا من بني آدم:
(بينما رسول الله في بعض مغازيه ، وقد فاوت
السير بأصحابه ، إذ نادى رسول الله بهذه الآية : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة
شيء عظيم قال : فحثوا المطي ، حتى كانوا حول رسول الله ، قال :
هل تدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذلك يوم ينادى آدم ، يناديه ربه :
ابعث بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ! قال :
فأبلس القوم ، فما وضح منهم ضاحك ، فقال النبي :
ألا اعملوا وأبشروا ، فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلا كثرتاه ، فمن هلك من بني آدم ، ومن هلك من
بني إبليس ، ويأجوج ومأجوج ، قال : أبشروا ، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في جناح الدابة
الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر:
تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 10/1/144 خلاصة حكم المحدث: صحيح), لاحظ لو ان
ياجوج وماجوج من بني آدم لما ذكروا هنا ولأكتفي بذكر من هلك من ابناء آدم فقط والله اعلم.
دعونا نعود الان الى كيف يخلص الله المسلمون ونبي الله عيسى من جثث ياجوج وماجوج, قال :
(فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ
سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله ؛ بالمهبل)
, إِذاً يرسل الله طيرا كاعناق الابل فتحملهم وتطرحهم حيث يشاء الله
كاعناق البخت أي كاعناق الابل: اليس العرب هم الأخبر بالصحراء وبالطيور
واسمائها لماذا لم يسمي الرسول لهم تلك الطيور ذات الاعناق الكبيرة؟ واين
ستذهب بهم اذا كانوا اصلا قد ملأوا كل الارض؟ الله اعلم ان هذه الطيور
أيضا ليست من طيور ارضنا بل تأتي من السماء من ارض من السماء لتحمل الاشرار وهم
فرسى وتطرحهم في ارض بعيدة ليست كرتنا الارضية هذه وانني لاتسأل هل هذه الطيور
هي طيور العنقاء والتي وكما يقول المثل الصيني: ( حين تاتي العنقاء من
السماء يحل السلام)
, فهل لهذا القول اصل وحقيقة وكان لمن قبلنا من الأمم الغابرة تواصل بالمخلوقات الفضائية
وعلى علم بما سيحدث في اخر الزمان اليس كان
فيهم رسل كما نبينا محمد وربما مع الوقت حولوا ما ذكره لهم المرسلين من حقائق الى خرافات
ولذلك قالوا المستحيلات ثلاث وسموا الغول والعنقاء وتهكما
اضاف الشاعر الخل الوفي, وهل الغول المذكور في الاساطير والخرفات (أو التنين في الخرافات الصينية)
هو عينه ياجوج وماجوج وجاء اسم الغول من يغيل أي
يختفي ومنها اشتق اسم الكحول أي الغول لانها تغيل بالعقل أي تغيبه وربما سر التسمية لان الاوائل سمعوا
بيأجوج وماجوج ولم يروهم لاحظ ان كلمة ياجوج من
اجيج النار علما ان التنين ينفث من فمه الناروكل هذا هو فقط اجتهادات مني ومجرد تساؤلات فقط لاغير والله وحده اعلا واعلم.
5. ومن الادلة القاطعة والتي تثبت ان ياجوج وماجوج ليسوا في باطن الارض كما يحلوا للبعض تخيل ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا
كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى
ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر)
, وكذلك قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا
تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ
(61) النحل), لاحظ ان الايتان الكريمتان تشيران الى ان الدواب
وخاصة المكلفة منها تعيش على ظهر الارض لا في بطنها ولو ان ياجوج وماجوج
وهم طبعا من الدواب العاقلة المكلفة يعيشون في بطن الارض لما اقتصرت الايات
على هلاك الدواب التي على ظهر الارض بل والتي في بطنها اليس كذلك؟
وحتى ان كان هناك بعض الدواب تسكن تحت الثرى (ليس في عمق بطن الارض) الا ان
عيشها يستدعي خروجها لتقتات من على ظهر الارض, والواضح والله اعلم ان الدابة المذكورة
في الايتان السابقتان 45 فاطر و61 النحل انها الدابة العاقلة من انس
وجن ومنها ياجوج وماجوج, راجع بحثنا عن (السموات السبع والاراضين السبع)
, لذلك نقول ان الأدعاء بان ياجوج وماجوج موجودون في بطن ارضنا هذه هو
ادعاء يناقظ الايات القرآنية والسنة ولا يقره العقل السليم مطلقا.
6. ونقول كذلك لمن يقول انهم أي ياجوج وماجوج في باطن ارضنا هذه لماذا لم يشربوا مياهنا الجوفية
اذا كانوا بهذه القدرة على شرب انهار الارض وبحيراتها,
لاحظ انهم يشربون المياة العذبة؟.