نبضات قد نازعت الروح في سكناها فسطت على نهدات الضلوع وأعمقت غورها ودفعتها إلى وادٍ سحيق..وخنقت أنفاس الوجود ..وهتكت مزاعم النفس والكبرياء ...وأطل ليل السواد فاستحكم ظلامه على الروح، وأبرقت رعود اليأس تستمطر فيضها على الذكرى، فكان وميضها سيوفاً قدَّت بحدها مانأى عن الطيف
فنزفت بوارق الأمل قانياً تجلد بزمهرير الزمان، وغابت تحت صقيع الروح ،فسئمت جذور الوجد وتعفنت لتنبت أشواك الصبر على حوافي الروح، في مساحاتٍ أوسعتها ثقلاً،ومدت شواسعها وهماً، فتصحرت فيها براءة الطهر، ونبتت حناظل المرارة، وتسلقت على أغصان الوجود، واعتلت متعرشةً عناقيد الألم،اعتصرت خمر الحنين في مراجل القسوة، وامتزجت كؤوس مدامه بنبيذٍ أعتقه الزمان على أطلال الذكرى، فغاب من ارتشف فيضه مثمولاً بجراحٍ أدمت الروح، من مبضعٍ أتقن من استله وأبرع في شقِّ جيوب النفس والروح، ففاض نزفهاسيلاً في سواقي الذكريات، وأقسم ترياق الشفاء على الهجر، وتهالكت بَلاسِمُ الأمل كي تنتزع الروح مقطعة الأشلاء التي تحتضر مابين اليأس والجراح فسجتها على نعوش الحقيقة...وألبستها أكفان الأحزان ،وشيعتها إلى قبر النسيان
ورثتها الذكريات بسطورٍ فاض مدادها من ينابيع الوجد لتسجل ملاحم قتلٍ ببطولاتٍ أبت إلا الرحيل قاد فيالقها بطلٌ أبرع في امتشاق سيف القتل أسموه الزمن فاجتز أعناق الأمل وبقي جسد اليأس المرير يترنح معتلياً شواهد السنين بقبح الحضور ومرارة العبور .