د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: قصة قارون الأحد مايو 08, 2016 8:13 am | |
| قارون ورد ذكر قارون في سورة العنكبوت ، وغافر ، وورد ذكر القصة بتفصيل أكثر في سورة القصص . يروي لنا القرآن قصة قارون ، وهو من قوم موسى . لكن القرآن لا يحدد زمن القصة ولا مكانها . فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج ؟ أو وقعت بعد الخروج في حياة موسى ؟ أم وقعت في بني إسرائيل من بعد موسى ؟ وبعيداً عن الروايات المختلفة ، نورد القصة كما ذكرها القرآن الكريم . يحدثنا الله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز ، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء . ولو عرفنا عن مفاتيح الكنوز هذه الحال ، فكيف كانت الكنوز ذاتها ؟ لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه الله الثراء ولا يذكر القرآن فيم كان البغي ، ليدعه مجهلاً يشمل شتى الصور . فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم . وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال . حق الفقراء في أموال الأغنياء . وربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب . ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال ، وهو المنهج السليم . فهم يحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال ، وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا ، من غير أن ينسى الآخرة ، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال . ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان ، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال ، حتى يرد الإحسان بالإحسان . ويحذرونه من الفساد في الأرض ، بالبغي ، والظلم ، والحسد ، والبغضاء ، وإنفاق المال في غير وجهه ، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه . فالله لا يحب المفسدين فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ، وفتنه المال وأعماه الثراء . فلم يستمع قارون لنداء قومه ، ولم يشعر بنعمة ربه . وخرج قارون ذات يوم على قومه ، بكامل زينته ، فطارت قلوب بعض القوم ، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون ، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة . فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان : ويلكم أيها المخدوعون ، احذروا الفتنة ، واتقوا الله ، واعلموا أن ثواب الله خير من هذه الزينة ، وما عند الله خير مما عند قارون . وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها ، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى ، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حداً للفتنة ، وترحم الناس الضعاف من إغراءها ، وتحطم الغرور والكبرياء ، فيجيء العقاب حاسماً (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره . وذهب ضعيفاً عاجزاً ، لا ينصره أحد ، ولا ينتصر بجاه أو مال وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار . فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا : حقاً إن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع عليهم ، أو يقبض ذلك ، فالحمد لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم . إنا تبنا إليك سبحانك ، فلك الحمد في الأولى والآخرة | |
|