د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: قصة بقرة بني اسرائيل الأحد مايو 08, 2016 8:17 am | |
| بقرة بني إسرائيل ورد ذكر القصة في سورة البقرة . مكث موسى في قومه يدعوهم إلى الله . ويبدو أن نفوسهم كانت ملتوية بشكل لا تخطئه عين الملاحظة ، وتبدو لجاجتهم وعنادهم فيما يعرف بقصة البقرة . فإن الموضوع لم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات بينهم وبين موسى ، كما أنه لم يكن يستوجب كل هذا التعنت . وأصل قصة البقرة أن قتيلاً ثرياً وجد يوماً في بني إسرائيل ، واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله ، وحين أعياهم الأمر لجئوا إلى موسى ليلجأ لربه فينبئه بمن قتله . ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة . وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة تصادفهم . غير أنهم بدأوا مفاوضتهم باللجاجة . اتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا ، واستعاذ موسى بالله أن يكون من الجاهلين ويسخر منهم . أفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة إن الأمر هنا أمر معجزة ، لا علاقة لها بالمألوف في الحياة ، أو المعتاد بين الناس . ليست هناك علاقة بين ذبح البقرة ومعرفة القاتل في الجريمة الغامضة التي وقعت ، لكن متى كانت الأسباب المنطقية هي التي تحكم حياة بني إسرائيل ؟ إن المعجزات الخارقة هي القانون السائد في حياتهم ، وليس استمرارها في حادث البقرة أمراً يوحي بالعجب أو يثير الدهشة . لكن بني إسرائيل هم بنو إسرائيل . مجرد التعامل معهم عنت . تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة ، وشؤون العقيدة المهمة . لا بد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمور بني إسرائيل . وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم ، ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به ، ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة ، وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور ، تعود اللجاجة والالتواء ، فيتساءلون : أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان ؟ أم أنها خلق تفرد بمزية ، فليدع موسى ربه ليبين ما هي ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم، وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل ، بأنها بقرة وسط . ليست بقرة مسنة ، وليست بقرة فتية . بقرة متوسطة . إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر ، غير أن المفاوضات لم تزل مستمرة ، ومراوغة بني إسرائيل لم تزل هي التي تحكم مائدة المفاوضات . ما هو لون البقرة ؟ لماذا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة؟ لا يراعون مقتضيات الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم ، وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه اللجاجة والمراوغة . ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة . فيقول إنها بقرة صفراء ، فاقع لونها تسر الناظرين . وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء ، ورغم وضوح الأمر ، فقد عادوا إلى اللجاجة والمراوغة . فشدد الله عليهم كما شددوا على نبيه وآذوه عادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين لهم ما هي ، فإن البقر تشابه عليهم ، وحدثهم موسى عن بقرة ليست معدة لحرث ولا لسقي ، سلمت من العيوب ، صفراء لا شية فيها ، بمعنى خالصة الصفرة . انتهت بهم اللجاجة إلى التشديد . وبدأوا بحثهم عن بقرة بهذه الصفات الخاصة . أخيراً وجدوها عند يتيم فاشتروها وذبحوها . وأمسك موسى جزء من البقرة (وقيل لسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته . سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد إلى الموت . وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم ، استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل . انكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم | |
|