منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بشار وعبدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

بشار وعبدة Empty
مُساهمةموضوع: بشار وعبدة   بشار وعبدة Emptyالأحد مايو 08, 2016 8:43 am

بشار وعبدة
لم يكن بشار بن برد شاعرا رقيقًا أو رجلا وسيما
وإنما كان ضخما طويلا جاحظ المقتلين قد تغشاهما لحم أحمر
وقد ولد كفيفا، وقال عن نفسه
عميت جنينا والذكاء من العمى ----- فجئت عجيب الظن للعلم موئلا


وغاض ضياء العين للعلم رافدا ----- لقلب اذا ما ضيع الناس حصلا






فهو لم يكن على وسامة ورشاقة كى يلفت نظر النساء إليه




ولم يكن ذا بصر لينعم برؤية الجمال ويفتن بمحاسن الجميلات




فهو وإن حرم نعمة البصر إلا انه لم يكن أعمى البصيرة




فكان يشبه الأشياء ببعض فيأتى بما لم يقدر المبصرون أن يأتوا بمثله




كان الشاعر بشار بن برد يدهش معاصريه بتشبيهاته القوية




ويغلبهم بلسانه الحاد وهجائه المقزع . لقد كان شاعرا موهوبا لاشك في ذلك




وكان يمتلك أدواته الخاصة له وكلمات كثيرة استخدمها ولم يسبق لشعراء آخرين أن استخدموها




ذلك أنه كان حريصا على الاغتراف من لغة البادية التى أمضى بها شطرا من عمره




كان بشار عاشقا للمرأة، لا يخفى افتتانه بالنساء . قال رجل مرة لبشار :




يا أبا معاذ، أيعجبك الغلام الجادل (أى اليافع الذى قوي واشتد)




فأجابه بشار بكل صراحة : لا، ولكن تعجبنى أمه




وسئل مرة : أى متاع الدنيا آثر عندك ؟ فقال : طعام مز، وشراب مر، وبنت عشرين بكر




وعلى الرغم من ولعه للنساء، إلا أنه لم يكن يجبرهن على شيء




وعندما حاول مرة أن يقبل جارية لصديق له وقاومته




شعر بالندم الشديد وراح يقدم اعتذاره لها ولصديقه شعرا




أتوب اليك من السيئات ----- واستغفر الله من فعلتى




تناولت مـــا لم أرد نيلـه ----- على جهل ارمى وفي سكرتى




ووالله والله مــا جــئته ----- لعمد ولا كان من همتى




والا نمت إذاً ضائعـــاً ----- وعذبنى الله في ميتتى




فمـن نال خيراً عـلى قبلة ----- فلا بارك الله في قبلتى




كان حب بشار للنساء صادقاً، اذ كان يعتمد على ما كان يسمعه منهن




وليس على جمالهن




كانت اذنه ذات موهبة خاصة في التقاط الصوت الانثوى الرخيم الذي يدل




على شخصية صاحبته وكلام المرء يفصح عن عقليته وروحه . ونراه يقول




قالوا بمن لا ترى تهذى فقلت لهم ----- الاذن كالعين توفى القلب ما كاناً




ما كنت أول مشغوف بجارية ----- يلقى بلقيانها روحاً وريحاناً




يا قوم أذني لبعض الحى عاشقة ----- والأذن تعشق قبل العين أحياناً




وقد تكرر هذا المعنى كثيرا في شعره : إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر




فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحب، القلب راء مالا يرى البصر




فكأنه يشرح لمن كانوا يعيرون بالعمى ويتهمونه بالكذب والنفاق




وكأن الكفيف ليس من حقه أن يحب ويهوى




يزهدنى في حب عبدة ----- معشر قلوبهم فيها مخالفة قلبى




فقلت دعوا قلبى وما اختار وارتضى ----- فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحب




فما تبصر العينان في موضع الهـوى ----- ولا تسمع الاذنان الا من القلب




وما الحسن الا كل حسن دعا الصبا ----- والف بين العشق والعاشق الصب




يا قلب مالي أراك لا تقـر ----- إياك اعنى وعندك الخبر




اضعت بين الألمى مضوا حرقا ----- أم ضاع ما استودعوك اذ بكر




فقال بعض الحديث يشغفني ----- والقلب راء مالا يرى البصر




ولقد أدركت النساء صدق مشاعر بشار، فتعلقن به، وكن يحضرن مجلسه




وينصتن في شغف إلى حديثه، ويرددن أشعاره، بل كن يلجأن إليه إذا مات




لأحدهن قريب فيسألنه أن يقول شعرا ينحن عليه به، وكان يرفض




أن يعطيهن الشعر إلا اذا أكلن من طعامه وشربن من شرابه




وقد ظل حتى آخر أيامه يحب التحاور معهن، ويعجب بما يقلنه له




قالت امرأة ذات يوم بعد أن شاب شعره : أى رجل أنت لو كنت أسود اللحية والرأس ؟




قال بشار : أما علمت أن بيض البزاة أثمن من سود الغربان




فقالت له : أما قولك فحسن في السمع، ومن لك بأن تحسن




شيبك في العين كما حسن قولك في السمع . فكان بشار يقول :




ما أفحمنى قط غير هذه المرأة وقالت له أخرى : ما أدرى لم يهابك الناس مع قبح وجهك ! فقال لها : ليس من حسنه يهاب الأسد




كانت عبدة واحدة من النساء اللاتى يترددن على بشار ويتحاورن معه




وقد تعلق بها، وظل يقول فيها شعرا من اعذب ما قيل في الحب




ويبدو أنها كانت سعيدة بذلك فكانت ترسل له السلام بعد زواجها




وتعبر عن شوقها له فيرد عليها بالشعر قائلاً




عبد إنى اليك بالأشــواق ----- لتلاق وكفي لى بالتلاقى




أنا والله اشتهى سحر عينيك ----- وأخشى مصارع العشاق




وأهاب الحرس محتشب ----- الجند يلف البرئ بالفساق




فهو لا يجرؤ على ملاقاتها خشية الحراس والمحتسب وإنما يطلب منها تزوره هى




يا عبد زورينى تكن ----- منة لله عندى يوم ألقاك




والله ثم الله فاستيقـنى ----- إنى لارجوك واخشاك




يا عبد انى هالك مرنف ----- إن لم أذق برد ثناياك




فلا تردي عاشقا مدنفـــا ----- يرضى بهذا القدر من ذاك




كل هذا التذلل والرجاء من رجل كان الرجال يخشون هجاءه




ومنهم الأصمعى وسيبوبه والأخفش وكان بعضهم يدفع له آلاف الدنانير كى لا يهجوه




ويقال إن الخليفة المهدى نفسه طلب من بشار ألا يتشبب بالنساء




لأنه شعر أنهن قد شغفن بأشعاره، وأن هذه الاشعار قد تفسدهن




ومع ذلك فقد انتشرت تلك الاشعار وذاع صيتها وغناها أشهر مغني ذلك العصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
بشار وعبدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قريبا برنامج ورقة وقلم / من إعداد و تقديم الإعلامي الدكتور بشار عيسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى قصص العاشقين-
انتقل الى: