منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  يزيد ووحشية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.حسن نعيم إبراهيم
المدير العام
المدير العام
د.حسن نعيم إبراهيم


عدد المساهمات : 401
تاريخ التسجيل : 28/04/2016
العمر : 68

 يزيد ووحشية Empty
مُساهمةموضوع: يزيد ووحشية    يزيد ووحشية Emptyالأحد مايو 08, 2016 12:06 pm

يزيد بن الطثرية، هكذا كانت شهرته فهو منسوب إلى أمه، وكانت من طثر، في اليمن، ومع ذلك فقد زعم بعض البصريين أنها لقبت بالطثرية لولعها بإخراج زبد اللبن، وتسمى طثرة اللبن فسميت بالطثرية . أما يزيد فهو بن الصيمة من بنى قشير وقد اشتهر بحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه، ولذلك لقب بالمودق، وهو من إذا جلس بين النساء أعجبن بجماله وحلاوة حديثه . كان يزيد بن الطثرية صاحب غزل ومحادثة للنساء، وكان ظريفا من أفصح الناس شعراً . وكان أخوه ( ثور) سيداً كثير المال والنخل والرقيق، وكان متنسكا كثير الحج والصدقة، كثير الملازمة لإبله ونخله، فلا يكاد يلم بالحي إلا قليلا، وكانت إبله ترد مع الرعاء على أخيه يزيد بن الطثرية فتسقى على عينه . حدث ذات يوم أن مر يزيد بإبل أخيه بعد أن انتهت من السقيا، فمر بخيمة كان بها بعض النسوة، فلما رأينه قلن : يا يزيد أطعمنا لحما، فقال : أعطيننى سكيناً فأعطينه، ونحر لهن ناقة من إبل أخيه، وبلغ الخبر أخاه فغضب بشدة وشتمه وجذبه من شعره، فما كان من يزيد إلا أن أجاب بقصيدة شعر شرح فيها وجهة نظره . وكان ثور أخاه الأكبر، ويبدو أنه كان يحبه ويصبر عليه لأنه قال فيه
نغير على ثور وثور يســرنا ----- وثور علينا في الحياة صبور
وذلك دأبى ما حييت وما مشى ----- لثور على عفر التراب بعير
ولم يكن الأمر يقتصر على الجود من مال ثور، بل كان يزيد متلافاً يكثر من الاستدانة، فإذا أخذ بالدين قضاه عنه أخوه ثور . وذات مرة كثرت عليه الديون لأحد الأشخاص وعجز عن الوفاء بها فهرب منه، ولكنه اضطر للعودة لكي يلتقى بفتاة كان يحبها وتدعى أسماء

وكانت جارة ذلك الرجل الذى استدان منه يزيد وهرب، ويبدو أن الرجل رآه فأمسك به وذهب به إلى الحاكم، وكان يدعى عقبة بن شريك فقضى بإيداعه السجن، وظل يزيد في السجن فترة ولكنه ضاق به، وراح يفكر في حيلة للهرب منه، وكان لعقبة بن شريك ناقة فتحايل يزيد على السجان بأن يتركه ليلة ليزور ابن عمه، وهناك استطاع أن يحصل على ناقة عقبة بن شريك فركبها وسار بها حتى وصل إلى عقبة نفسه، وأناخ بالناقة أمام بيته.. وخرج عقبة من البيت ليجد يزيداً الذي كان قد سجنه راكباً ناقته . فلما نظر إليه عرفه وعرف الجمل، فقال : ويحك ! أيزيد أنت ؟ قال يزيد : نعم . قال: وهذا ابن الكميت ( الجمل ) ؟ قال : نعم . قال : ويحك ! فما شأنك ؟ قال : يا عقبة، فار منك إليك، وأنشده قصيدة يطلب منه العفو، فلان له عقبة وعفى عنه، بل وأهداه الجمل أيضاً . وكانت من عادة القبائل العربية أن تتزاور، رجالا ونساء ويجلس الجميع معا ليتحدثوا ويرووا الاخبار وينشد الشعراء شعرهم . وذات ليلة نزلت جماعة من بنى سدرة على بني قشير فأخذت فتيان بنى قشير، وبينهم يزيد، تترجل وتتزين وتزور بيوت سدرة، ولكن بعض رجال بنى سدرة نهوهم عن ذلك. ثم أن رجال بنى سدرة قالوا لنسائهم : ويحكن فضحتننا ! نأتى نساء هؤلاء فلا نقدر عليهن ويأتونكن فلا تحتجبن عنهم . فقالت كهلة منهن : مروا نساءكم يجتمعن إلى بيتي، فإذا جاءوا لم يجدوا امرأة إلا عندي . ولكن يزيد جاءها وتبادلا معا حوارا غلبها فيه، فلما أتاها القوم قالت لهم : إنه أتانى رجل لا تمتنع عليه امرأة . فإما أن تغمضوا له، وإما أن ترحلوا عن مكانكم هذا، فرحلوا وذهبوا . ويبدو ان حكايات يزيد بن الطثرية من هذا النوع كثيرة، وهى تدلل على ولعه بالحديث مع النساء ، وافتتان النساء به وعجز الرجال عن فعل أى شئ لمنعه عنهن أو منعهن عنه
وهناك حادثة آخرى سجلها أبو الفرج الأصبهانى في كتابه تقول إن جماعة من جرم اضطرت للجوء إلى بني قشير، مع أنه كانت بينهم وبين بني قشير حرب عظيمة، إلا أن ظروف الجفاف والجدب في تلك السنة اضطرتهم إلى أن يستجيروا بأعدائهم . وعلى عادة العرب أجارهم بنو قشير وساعدوهم وأرعوهم طرفا من بلادهم . وكان بين أولئك الناس فتى يقال له مياد، وكان حسن الوجه تام القامة أخذ بقلوب النساء، والغزل في قبيلة جرم جائز حسن، ولكنه في قبيلة قشير قد يسبب العداوة والشحناء . فلما نزلت جرم قشيراً وجاورتها أصبح مياد الجرمى يطلب الحديث مع نساء قشير، فدفعنه وأسمعنه ما يكره ثم اشتكينه لرجالهن الذين كانوا مشغولين بالسقى والرعية وما أشبه ذلك . وقالت بعض العجائز لرجال قشير : والله ما ندرى أرعيتم جرما المرعى أم أرعيتموهم نساءكم . قرر بعض الرجال أن يعاتبوا القبيلة الضيفة كلها، ولكن بعض العقلاء رفضوا ذلك وقرروا أن يشتكوا ميادا لقبيلته حتى يعاقبوه هم . وما أن تحدثوا بما فعله مياد إلى رجال جرم حتى وجدوهم يقهقهون ويسخرون من جفاء القشيرين وعجرفتهم . وقالوا : إنكم لتحسون من نساءكم ببلاء، ألا فابعثوا إلى بيوتنا رجلاً رجلاً . أى أنكم لا تثقون في نسائكم أما نحن فأن نساءنا أمنع من أن يغريهن أحد . ولم يبتلع القشيريون الإهانة بل ردوا غاضبين : والله ما نحس من نسائنا ببلاء، وما نعرف منهن إلا العفة والكرم، ولكن فيكم الذي قلتم . عندئذ قال الجرميون : فلنبعث رجلا إلى بيوتكم يا بنى قشير وتبعثون رجلا إلى بيوتنا، ونتحالف أنه لا يتقدم رجل منكم أو منا إلى زوجة أو أخت ولا بنت ولا يعلمها بشىء مما دار بيننا . ولكن على كل من الرجلين أن يأتى بدليل أو علامة على أنه قد تحدث إلى امرأة وصادقها
وفي اليوم الثانى، خرج الرجال جميعا إلى أعمالهم تاركين ميادا الجرمى بين القشيريات، ويزيد بن الطثرية القشيرى بين الجرميات . والنتيجة معروفة طبعا فقد انتصر يزيد انتصارا ساحقا على الجرمى، فأكرمته نساء جرم وافتتن به جميعهن وقبض منهن الهدايا، وسألته كل واحدة ألا يدخل من بيوت جرم إلا بيتها . ظل هكذا بينهن حتى العصر، فانصرف يزيد ومعه العديد من الخواتم والأساور والأمشاط والبراقع من النساء الجرميات، انصرف مكحولا مدهونا " بالطيب " شبعان ريان مصفف الشعر . أما مياد فتقول الحكاية أنه ظل يدور بين بيوت القشيريات مرجوما مقصى لا يتقرب إلى بيت إلا استقبلته الولائد بقضبان الحديد والحجارة . وأنشد يزيد في ذلك قائلاً
فإن شـئت يا مياد زرنا وزرتم ----- ولم ننفس الدنيا على من يصيبها
ليذهب مياد بالباب نسوتي ----- ونسوة مياد صحيح قلوبها
وعشق يزيد امرأة من جرم، التقى بها في نفس ذلك اليوم الذى حكينا عنه ، وكانت تسمى وحشية، ويقول أبو الفرج أنها كانت من أحسن النساء، وأن جرم أبعدتها عنه فلم يجد إليها سبيلا، فصار من العشق إلى أن أشرف على الموت واشتد به الجهد وأنه عرض على الأطباء، ولكنهم فشلوا في علاجه وأنه فكر بالانتحار . ولما حاول ابن عمه أن يثينه عن ذلك قال له : وما همى يابن عم بنفسى وما لى فيها أمر ولانهى، ولا همى إلا نفس الجرمية . فإن كنت تريد حياتى فأرنيها . قال : كيف الحيلة ؟ قال : تحملنى إليها . وكان إذا قالوا له نذهب بك إلى وحشية يشفى قليلاً، وإذا أيس منها اشتد به الوجع . ولم يجد ابن عمه سبيلا إلا أن يحمله إلى الحى الذي تعيش فيه وحشية . وهناك اختبأ في جبل من الجبال، وراح ابن العم ويسمى إبن بوزل يتعرض للرعاة ويسألهم عن وحشية، حتى لقي غلامها وغنمها فسأله عنها، فقال الغلام : هى والله بشر ! لاحفظ الله بنى قشير ولا يوما رأيناهم فيه ! فما زالت عليلة منذ رأيناهم . فقال إبن بوزل : ويحك ! فإن ها هنا انسانا يداويهما، فلا تقل لأحد غيرها . وأخيراً حدث اللقاء، فاستقبلته وحشية في بيتها وبات عندها، وفي الغد جمعت له من تثق فيهن من صاحباتها وأترابها،وظل بينهن ثلاث ليال، بينما ابن عمه ينتظره في الجبل، ولما عاد إليه وجده أصح مما كان . وقد ألهمته وحشية قصائد جميلة في الحب يقول في بعضها
أحبك أطراف النهار بشاشة ----- وبالليل يدعونى الهوى فأجيب
لئن أصبحت ريح المودة بيننا ----- شمالا لقد ما كنت وهي جنوب
وكتبت هى تجيبه على هذين البيتين
أحبك حب اليأس إن نفع الحيا
وإن لم يكن لي من هواك طبيب
وبلغت الحكاية سمع عم لوحشية يدعى فديك، فزجر نساءه، إلا أنهن أبين إلا أن يدخل عليهم يزيد . واستقبلنه ذات يوم فعلم فديك فجمعهن جميعا ثم قال لهن : لقد بلغنى أن يزيدا دخل عليكن وقد نهيتكن عنه، وإن لله على نذرا واجبا - وأخرج سيفه - إن لم أضرب أعناقكن به . فلما ملأهن رعبا ضرب عنق غلام له يقال عصام ثم انشد يقول
ضربت عصاما عبرة حين رابني
أناسى من أهلى مراض قلوبها
ولكى يمنع يزيد من الوصول إلى نساء قبيلته، حفر فديك حفرة على الطريق ثم أوقد فيها نارا هادئة ثم اختبأ في مكان ومعه عبدان له، وأمرهما أن يظلا ساهرين فإذا شاهدا يزيد يقترب من الحي أخبراه . وبعد قليل رأى العبدان وحشية تتهادى ذاهبة للقاء يزيد . أى أنها هى التى كانت تسعى إليه وقبل أن يتمكن العبدان من إيقاظ عمها وقعت وحشية في الحفرة فاحترق بعضها وأسرع العبدان اليهما وحملاها إلى عمها . وبلغت الحادثة سمع يزيد فراح يهجو عمها ويقول فيه
يا سخنة العين للجرمي إذ جمعت ----- بينى وبين نوار وحشة
الدارخبرتهم عذبوا بالنار جارتهـم ----- ومن يعذب غير الله بالنار
ولم يكن يزيد بن الطثرية مجرد شاب مليح الوجه معسول الكلام لا هَمَّ له سوى التغزل في النساء ومصاحبتهن، بل كان أيضا محارباً شجاعاً لقي مصرعه وهو يحمل راية قومه أثناء قتالهم في معركة، وقد هرب من كانوا معه، وقتل من قتل ولكنه ثبت إلا أن جبته شبكت في شيء ما فتعثر ووقع، فتجمع عليه أعداؤه وقتلوه، وكان ذلك حوالى عام 126 هـ، أو كما يقول الأصفهانى : في خلافة بنى العباس وقد رثاه العديد من الشعراء من بينهم أخته وأمه وكذلك وحشية الجرمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashtarpress.blogspot.com/
 
يزيد ووحشية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يزيد وحبابة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى قصص العاشقين-
انتقل الى: