منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات عشتار برس الإخبارية يسرنا ان تكون معنا
أعطر الأمنيات
سارع في التسجيل
منتديات عشتار برس الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرحلة المجنونه .. بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خوله ياسين
عضو نشيط
عضو نشيط
خوله ياسين


عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 05/06/2016

الرحلة المجنونه .. بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح Empty
مُساهمةموضوع: الرحلة المجنونه .. بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح   الرحلة المجنونه .. بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح Emptyالأحد يوليو 03, 2016 12:27 am

الرحلة المجنونه...جزء (1 )قصة لمحمد أبو الفتح......

جلس ليكتب قصة جديدة, وأخذ يلملم شتات أفكاره, عن ماذا يكتب؟ لا يوجد فكرة تطغى

على تفكيره ليختارها دون غيرها, كل الأفكار تتداخل وتتصارع في رأسه , لا يستطيع أن

يحسم أمره وينحاز لفكرة دون غيرها.بدأت أعصابه في التوتر فهو غير معتاد على هذا

عينيه قبل الجلوس ليخرجها إلى الأوراق لتحملها نيابة عنه, أما هذه المرة فالأمرجد

التداخل بين الأفكار فطالما كانت الفكرة تكون واضحة في ذهنه يري أحداث القصة أمام
غريب.أخذ يسأل نفسه ماذا جرى؟لماذا أصبح ذهنه مثل صحراء قاحلة لاتنبت فيها فكرة

قليلا عن مكتبه وهو ينظر الى الأوراق البيضاء الخالية فرأي سطورها تهتز وكأنها تسخر

واحدة؟وبدأ يتوتروهو يمعن التفكير لماذا لا يستطيع ان يجد فكرة ليكتبها! ترك مكانه وابتعد
منه , لقد أصبحت مثل مجرى نهر جاف جفت منابعه ولم يعد الماء يسري فيه وما عاد فيه

وراح في غفوة تبعها سبات عميق رأى فيه حلم عجيب.

إلا أوحال قاع تسبح فيها بعض الأسماك الصغيرة تصارع من أجل الحياة هكذا أنت الأن.
إنقض على الأوراق يمزقها وأمسك بالقلم يحطمه ولسان حاله يقول انتهى عهد القلم

نظرإلى نفسه بتعجب وهو يتسائل : ماذا حدث لي ؟ ولم تمهله القرود كثيرا فإلتفت من
والورقة من حياتي وجلس على كرسيه ليسترخي ويهدأ من أعصابه التي توترت,جلس
رأي نفسه ورياح شديدة تدفعه دفعا ليطير معها وهو يتقلب في الهواء مثل ورقة شجر جافة

عجيبة مليئة بالقرود وقد تغير شكله ومسخت هيئته ,وأصبح يشبه القرود التي تملأ الغابة,
يطيرإلى مكان بعيد غريب , في أرض غيرالأرض وسماءغير السماء,ليجد نفسه في غابة

وفجأة وجد السماء تمطر, وياللعجب إنها تمطر موز! نعم المطر ليس ماء إنما موز,

حوله وهي تنظر إليه ثم انفجرت في الضحك وهي تشير إليه وتقول: إنظروا إلى هذا

المخلوق إنه يشبه القرود!وراح في دوامة شديده من التعجب , قرود وتتكلم! وتتعجب من

شكله هو وتقول إنه يشبه القرود! ما هذا العالم العجيب؟ فماذا تظن هذه القرود شكلها؟
والأعجب أن القرود تركت الأرض مليئة بالموزات وراحت تتصارع على القليل منها وهي

شيئين , الأول الكلام وياليتنا لم نتعلمه فنذ ذاك الوقت عرفنا الكذب والنفاق والرياء

تصرخ في صخب شديد والصغار تبكى والكبار يتضاحكون وهو يقف تكاد المشاهد الغريبة

تذهب بعقله,وهنا إقترب منه قرد عجوز يكاد لا يستطيع السير وقال له: لاتتعجب من أمرنا
كنا مثل كل القرود في سائر الأرض إلى أن سكن بجوارنا جماعة من البشر تعلمنا منهم

والسخرية من بعضنا البعض , والثاني تعلمنا منهم الجشع والطمع والأنانية والغباء فكل منا

القردة, أفاق من الصدمة التي أصابته وأخذ يهرول مبتعدا عن الغابة المجنونه وسكانها ,

أصبح يريد كل شئ لنفسه ولايريد أن يترك لغيره أي شئ والغباء أن ما تنزله السماء يكفي
حاجة الجميع ويفيض ولكن هذا ما تعلمناه من البشر,نظرإلى القرد نظرة إعجاب بحكمته

ساخرا : وهذا أيضا تعلمناه من البشر الغدروغادره القرد وسط ضحكات صاخبة من باقي
وقبل أن ينطق بكلمات الإعجاب فوجئ من القرد بلطمة قوية على وجهه وهو يضحك
و توقف ليتلقط أنفاسه وتلفت حوله ليرى شيء أعجب مما رآه من قبل.....

نهاية الجزء الأول ........... محمد ابو الفتح 20/5/2016





الرحلة المجنونة... جزء(2) محمد ابو الفتح....
تلفت حوله ليجد نفسه في أرض غريبة اللون والرائحة يغلفها الضباب الخفيف تترآى من
خلاله مخلوقات وكأنها أشجار إلا انها تتحرك ويصدر عنها أصوات غريبة خافتة أحيانا
وهادرة أحيان أخرى,أصوات وكأنها إستغاثة من شخص يُعَذَب أو شخص يُعَذِب ,بين
صرخات هادرة وضحكات ماجنة,أخذ يدنو شيئاً فشيئاً من مصدر الأصوات , فرأى ما
جعل بدنه يقشعروتتسارع أنفاسه,ماهذا الذي يرى! أشجارتمشي وتترنح وأفرعها حادة
النهاية كأنها سيوف تتصارع فيما بينها وتمزق أوصال بعضها البعض ليسيل منها دماء
قاتمة السواد وتتناثرمنها ثمار صغيرة ما تلبث أن تتصارع فيما بينها هي الأخرى,أخذ
يفرك عينيه لايصدق مايرى, ولحظات وامتلأ المكان بالأشلاء والدماء التي غاصت فيها
قدميه وخفتت الأصوات رويدا رويدا حتى سكنت وساد صمت رهيب في المكان,لحظات
وعم ضجيج من نوع أخر إذ رأى طيور غريبة تهبط على المكان تسير بين أشلاء الأشجار
وتشرب من الدماء وهي منتشية وتتناول ما يحلو لها من الأشلاء والأشجار الغريبة تنظر
إليها عاجزة وهى تتناولها هي وصغارها كطعام شهي دون أي جهد أوتعب.وقف في حيرة
من أمره يحاول أن يجد تفسير لما رأت عينيه , ترى لماذا كان الصراع؟ ومن الذي استفاد
منه فالكل لقى حتفه والكل هلك واصبح لقمة سائغة في أفواه الطيور التى هبطت على
المكان وكأنها كانت تنتظر حتى تنتهي المعركة وتفترس الجميع دون أي جهد تبذله.وأفاق
من حيرته وتساؤلاته على بعض الأصوات التى تصدر من ثمار الأشجار المختلفة التى
مازالت بها بقية من حياة وهي تتجمع بجوار بعضها البعض لتصنع جداراً وصفاً واحداً
أمام الطيور التي إشتدت شراستها وزاد نهمها وراحت تهاجم الثمار الصغيرة بكل قوة
لتجهز عليها, لكنه لاحظ بعض الإرتباك والرهبة في صفوف الطيوررغم كثرتها وقسوتها,
وبدأت تحاول إقتناص الثمار ولكن الثمار الصغيرة تماسكت أكثر وأكثر وبدأ يصدر عنها
أصوات تعلو شيئا فشيئا لتتحول إلى أصوات صاخبة تدب الرعب في قلوب الطيور والتي
بدأت في التراجع ومن ثم بدأت تغادر المكان وسط صيحات شديدة من الثمار الصغيرة
ووسط نشوة الفرح بانسحاب الطيور بدأ صوت بعض الثمار يعلو على الأخرى ناسبة
لنفسها الإنتصار على الطيور الغاصبة ناسية إنهم جميعا شركاء فيه, وبدأ كل نوع من
الثمار ينسب الفضل إلى نفسه وينحاز لصنفه دون غيره,وهنا هتفت شجرة وهى تلفظ أخر
أنفاسها: ماأشبه الليلة بالبارحة,تصارعنا قبلكم وكان مصيرنا جميعا الهلاك ورأيتم ماحدث
لنا ولم تتعلموا الدرس,عندما رأيت وحدتكم رغم إختلاف أنسابكم وأصنافكم دب في نفسي
أمل أن تعمروا المكان وتحافظوا عليه ولا تضيعوه مثلما فعلنا ولكن للأسف عدتم كما كنا
وسيكون مصيركم مثل مصيرنا, أشلاء بين مخالب وأنياب الجوارح , أفيقوا قبل أن تنتهوا
كما إنتهينا تعلموا الدرس مما حدث لنا , ولفظت الشجرة آخر أنفاسها ولكن لم يكن هناك
من يسمع أو يعي, نظر إليها نظرة إشفاق وأدار ظهره للثمار المتناحرة وراح ليبحث عن
نفسه في مكان أخر.......... نهاية الجزء الثاني ..... محمد ابو الفتح
20/ 5/ 2016


الرحلة المجنونة.... جزء (3) محمد ابو الفتح....
غادر أرض الأشجار وهوفي نفسه الكثير من الإحتقار لهذه المخلوقات التافهة التي بفرقتها
ضاعت وأضاعت أرضها ووطنها, وحملته قدميه إلى أرض منبسطة جميلة النبت والزهر
فيها يفوح أريجه وتتراقص أعواده على نغمات نسمات حالمة, إنفلاجت أساريره وحدث
نفسه لعل ماأراه هنا ينسيني مارأيته هناك,رأي الطبيعة الأم بكرلم يدنسها بشر بأفعاله,
رأي جداول مياه نقية وفراشات تتهادى بين أعواد الزهرفي خيلاء بألوانها التى تنشرح لها
النفس فانشرح صدره وإمتلا قلبه بالآمال الطيبة وراح يقبل على الواحة الغناء والدوحة
الرائعة الحسن بكل همة وخطواته تسبق قدميه,قال لنفسه أنها الجنة, لقد دخلتها هنا وقبل
مماتي وراح يعدو بين الشجيرات الصغيرة يطارد الفراشات ويلهو كطفل صغير,وأحس
بالعطش فمد كفيه إلى جدول ماء رقراق صاف ليشرب ويطفئ الظمأ الذي حل به,ولكنه
وجد أمراً لوضعه عجيباً كلما إمتدت يده إلى الماء غار بعيدا عنه وعندما يكف يده يعود
الماءالذي كان عليه! تعجب كثيرا لهذا الأمر, ومد يده فجأة وملأها بالماء ورفعها إلى فمه
ليشرب وما إن وصلت يده إلى فمه وجدها خالية بلاقطرة ماء واحدة,ترك الجدول وهو في
حيرة شديدة قائلا لنفسه: ليكن سأتناول من ثمرات هذه الأشجارمايسد جوعي وعطشي معاً,
وراح لإحدى الشجرات ومد يده ليقطف إحدى الثمرات الينعة التي جعلت لعابه يسيل من
جمالها ولكن تكررما حدث في جدول الماء, كلما مد يده تبتعد الثمرة عنه, هنا إستشاط
غيظاً كيف أكون في هذه الدوحة المثمرة ولا أستطيع أن أطفئ الظمأ الذي كاد أن يهلكني
أوأسد رمقي من جوع يتملكني؟!وأمسك بفرع الشجرة يهزه بشده لتتساقط الثماررغما عنها
وبالفعل تساقطت الثمار على الأرض ولكن ما تكاد تصل إلى الأرض حتى تتلاشي وكأنها
لم تكن! جن جنونه وأخذ يصرخ في هوس وهو ينتقل من شجرة إلى أخري ويتكرر الأمر
ما أن تصل الثمار إلى سطح الأرض حتى تتلاشي,أخذ يبحث في الأرض عن أي شيء
يضرب به هذه الأشجار المسحور فلم يجد , فاندفع يضرب أحدى الأشجار بيديه وبكل قوة
وهو لا يعبأ بالألم ولا بالدماء التى إندفعت بغزارة من يديه ولا فائده, إلا أنه كان يسمع
أصوات ضحكات ساخرة تأتي من جوف الأشجار,ومازل يضرب والأصوات تزداد
صخبا وسخرية منه ,إلى أن كلت يديه وتهاوت قوته فنزل على ركبتيه وهو يتمتم بكلمات
اللعنه على هذه الجنة الملعونة, ليجد أحد أفرع الشجرة يقترب منه ويربت على كتفيه قائلاً:
أيها التعس ماالذي أتى بك إلى هنا؟إلى واحة الزيف والخداع ؟ إن كل ماتراه ليس بحقيقة,
أغمض عينيك قليلا وانظر بقلبك وبصيرتك ترى حقيقة ما أمامك, لكنكم هكذا بني البشر لا
تحبون حقيقة الأمور وتسعون جاهدين للزيف , هدأ قليلا وتلفت حوله ليرى الأشجار اليانعه
مجرد أخشاب ضرب السوس في جذوعها, والماء الذي يسري ماهو إلا كثبان من الرمال
الساختة من وهج الشمس اللافحة والشجيرات والزهرات ماهي إلا عيدان من الصبار
الشائكة والفراشات لم تكن موجوده إلا في خياله هو فقط, تحامل على نفسه وأخذ يجر
قدميه جراً ليغادر الواحة المزعومة التي لم تكن موجوده إلا في خيالاته فقط واستند على
مابقي له من جهد وسار على غير هدى ولسان حاله يقول : نحن نصنع وهماً كبيراًونعيش
فيه ثم نلوم على من يدعونا لنفيق منه............
نهاية الجزء الثالث . ... محمد ابو الفتح21/5/2016



الرحلة المجنونه جزء(4) .... محمد ابو الفتح....
تحامل على نفسه, لا تكاد سيقانه تحمله,آلام مبرحة من جروح يديه , جوع يمزق حشاياه
عطش شديد يفتك به ,يتلفت حوله لا طريق واضح, لازرع لا بشرفقط هو ووحدته في
هذا المكان الموحش,لم يعد يتحمل المسيرولم تعد قدماه تتطاوعه الخطى , فجلس ليستريح
ويلتقط أنفاسه اللاهثة ويلملم شتات نفسه التي على وشك الإنهيار, جلس ليتأمل ويفحص
المكان,بدأت أنفاسه تهدأثم خطر له خاطر غريبطوال الوقت الذي أمضاه في كل هذه
الأماكن والأرض ينيرها ضوء النهار! ألاتنتهي الأيام هنا في هذا العالم العجيب؟ أم أنه
إرهاص من السماء أن الأمر جلى واضح وليس فيها ملابسة وكل الأخطاء من العتمة
التي تسكن النفوس وتتملكها؟تبسم إبتسامة خفيفة وقال لنفسه : وما الفرق ؟ المهم أعرف
أين أنا وكيف السبيل للعودة إلى بيتي وقلمي وأوراقي؟
مر وقت لايدري كم فالأمر لايفرق كثيرا فالمهم أنه استراح واستعاد نشاطه رغم مابه من
جوع وعطش إلا أنه يستطيع أن يسير, ووقف في مكانه ليفكر فيأي اتجاه يسير؟
ضحك من نفسهوهو يقول وما الفرق كل الدروب متشابهة تؤدي إلى المجهول,وقبل أن
يتحرك خطوة واحدة أحس بشيء يمسك بقدمه ويمنعه من الحركة, أنزعج ونظر بين قدميه
فرأي يد بشرية تمسك به وبشده, حاول بكل جهده التخلص منها ونجح في الإفلات من
قبضتها ,ونظرإليها وهو يرتعد خوفافإذا هي أنسان يخرج من باطن الأرض وينفض عن
نفسه الثرى وهو يكاد يموت رعباوسمع أصوات حثيثة بجواره فإذا أناس كثيرون
يخرجون من باطن الأرض بنفس الطريقة,وقف بينهم وهوغارق في دهشته والأعجب أنهم
جميعا بوجوه بلا ملامح فقط وجوه لاأعين أوأنف أوفم فقط وجه بشرلاتعرف إن كان لرجل
هو أم لإمرأة,وارتعدت فرائصه رعبا وهلعا مما يرى من حوله وخاصة بعد أن أحاطت به
هذه المسوخ من كل جانب وهي تشير إليه,أخذ يصرخ فيها وهو يدور حول نفسه : من أنت؟
ماذا أنت؟ ماتريدين مني؟ والمسوخ البشريه تدور من حوله وتارة تشير إليه وتارة أخرى
كل منها يشير في إتجاه يخالف الأخر, بدأ يتمالك نفسه ويحاول الخروج من هذة الدائرة
المغلقة من حوله ,ونجح في الخروج من بينها وهو يدفعها بعيدا عنه,وعجبا يحدث وعجبا
يرى,ما أن يدفع أحد المسوخ عنه إلا ويسقط "أرضا وينزوي جسده ولكن يظهر لوجهه
معالم لشخص يعرفه أو كان يعرفه, أخ أو صديق أو زميل دراسة أو زميل عمل,كل مسخ
تحول إلى وجه ووجه فقط ينظر إليه نظرات تكاد تخترق جلده وتنفذ ألى قلبه,إنها جميعا
لأشخاص أساء أليها وظلم بعضاً منها وآذى الجميع , هل عادوا إلى الحياة ليأخذوا بثأرهم
منه؟ أم أنها تذكره فقط بما فعل فيها ولها؟ وقف بين الوجوه التي ترمقه والعيون تدمع
بدمعات أبلغ من كل كلمات الندم والإعتذار, تبسمت الوجوه وتلاشت بين حبات الثرى
وهويقف في مكانه حائر لايكاد يرى أمامه إلى أن لمح ضوءاً يومض من بعيد فاستجمع
مابقي لديه من همة وراح في يهرول في إتجاهه ......

نهاية الجزء الرابع.....21/5/2016 ........ محمد ابو الفتح.......



الرحلة المجنونة جزء(5) .... محمد ابو الفتح....
ولكنه ما أن اقترب من مصدر الضوءحتى صدم ورأى ماجعل بدنه يقشعر وترتعد فرائصه
تسمر في مكانه ولايكاد يصدق ماتراه عينيه,إذ رأى أناس من البشرعماليق وأخرين أقزام
العماليق جالسون بأجسادهم الضخمة وأمامهم من ألوان الطعام ما لذ وطاب, والأقزام
يحملون أثقالاً كبيرة ويجدون في العمل وتبدوعلى ملامحهم علامات البؤس والشقاء,أخذ
يتعجب,يسأل نفسه: كيف يجد ويجتهد الضعيف بينما القوي يجلس ويسترخي بلاعمل!
وإزدادت دهشته عندما رأي العماليق يسخرون من الأقزام ويقذفون عليهم بفضلات الطعام,
والأقزام مستكينة مستسلمة للأمر وكأنها تنفذ حكماً عليها أو تكفر عن ذنب إقترفته,كل هذا
يدور حول الضوء الذي يصدر عن شعلة من النيران مصدرها باطن الأرض, ويقف حول
مجالس العماليق رجال أشداء لهم أجساد الرجال ووجوه الذئاب يحملون أسواطا طويلة
ومن آن لآخر يضربون أحد الأقزام دون ذنب أو جريرة فقط لإرهاب الباقين وإضحاك
السادة العماليق , وكلما قام أحدهم بضرب أحد الأقزام تضاحك العماليق جميعاً ويلقي
أحدهم بقطعه من الطعام إلى هذا الذئب ليلتهمها في نهم شديد ويقوم آخر بالضرب وهكذا
يتكرر الأمر بين ضربت أسواط وصرخات ألم وصخب ضحكات, وفجأة ودون سابق
إنذار وجد أحد الأقزام يلقي بما يحمله على الأرض ويتجه مباشرة إلى الذئب الذي ضربه,
فيرتعد الذئب خوفا ويتواري خلف سيده من العماليق وباشارة واحدة من إصبعه إلا وتجمع
باقي الذئاب وإنهالوا على القزم المسكين ضربا مبرحا وتنكيلاً شديداًوسط تصفيق حاد من
أسيادهم العماليق, وباقي الأقزام تنظر إليه في شفقة وتحسر وحالها يقول: ماذا فعل هذا
المسكين بنفسه وبنا, من سنوات طويلة وهذا حالنا ولم يتغيرنحن في شقاء دائم وهم في نعيم
قائم وقد إرتضى بهذا الحال آباؤنا وأجدادنا من قبلهم ونحن جميعا من بعدهم, فما الذي
جعل هذا المجنون يفكر هذا التفكير البائس الذي سيهلكه ويهلكنا جميعا من بعده فالعماليق
سيصبون علينا ألوان العذاب انتقاما لاثبات سيادتهم وحتى لا يفكرآخر في مثل هذا الفعل
مرة أخرى,ولكن حدث مالم يتوقعه أحد فقد قام زعيم العماليق وأشار للذئاب بالكف عن
ضرب القزم المسكين وقربه منه وناوله بعض الأطعمه وأشار لباقي الأقزام ببعض الراحة,
فرحت الأقزام وصاحت تهتف بحياته وعدله,وهدأ الحالبعض الوقت ليعود الأمر من
جديدكما كان وأسوأ, إذ كان بين الذئاب وجه جديد هو ذاك القزم الذي كان ضحية الضرب
من لحظات,وهنا نظرت إليه الأقزام نظرات تملؤها الحسرة والإحتقار لهذا الذي باع أهله
من أجل لقمة وسوط,وأراد القزم اللعين إثبات ولائه لأسياده فأمعن في ضرب وتعذيب
أقرانه وإخوانه من الأقزام وكلما زاد من الضرب يمتعض السادة ويبدون عدم الرضا ليزيد
وأخذته الجرأة أن يقترب من الأقزام أكثر وأكثر ويزيد من الضرب والإهانة, وهنا إنقض
عليه الأقزام وفتكوا به وسط ضحكات العماليق ومباركة الذئاب,وهنا خرج الأمر عن
السيطرة لم تكتفي الأقزام بدم القزم الملعون وانقضت على مآدب السادة العماليق تنهب
وتحطم وتحرق غير عابئة بضربات الذئاب التي أصابت الكثيرين والتي ما لبثت أن
تركت المكان وفرت بعد تيقنها من إنهيار وانهزام السادة الذين فر معظمهم من المكان لا
يلوي على شيء, وسادت فوضى عظيمة في المكان وبدا ضوء الشعلة يخفت ويدب ظلام
حثيث ويضئ المكان فقط بعض الحرائق في عملاق هنا أو هناك يحرق حيا,لم يعد يقوى
أن يرى المزيد, فأدار وجهه عن المكان وراح يبحث من جديد عن طريق للعودة وهو
يقول: تبا لهذه المخلوقات ونظامها الذي وإن طالت أيامه فهو إلى زوال فقد بني على الظلم
والجبروت وعدم المساواة بين أبناء الوطن............

نهاية الجزء الخامس 22/5/2016..........محمد ابو الفتح



الرحلة المجنونة جزء(6) .... محمد ابو الفتح
سار متعجلا رغم جراحة وجوعه وعطشه وتعبه الشديد ليغادر أرض الظلم وهو على يقين
أن الأرض ستنوء بحملها وتنفجر غضبا لتحرق كل شئ, وبالفعل ماهي إلا لحظات وعاد
اللهب الخافت على صورة شعلة كبيرة تزيد وترتفع وصاحبها إنفجار شديد, فقد ثار من
الأرض بركان غضب من ظلم أهلها ليحرق الظالم وم أعانه ومن إستكان ورضى بالظلم,
وقال لنفسه: ماذا يفعل الإنسان بنفسه؟ ولما يظلم الإنسان أخيه ويسرق رزقه ومقومات
حياته وما في الأرض من خير ورزق يكفي الجميع! ولا إجابة فهذا شأن الإنسان منذ فجر
التاريخ وهذا حال البشر منذ أن نزلوا إلى الأرض.
أخذته قدماه التي تكابد وتجاهد من أجل المسير إلى أرض أخرى وهو يأمل ان يجد فيها
راحته أو من يرشده إلى طريق العودة, مر بوديان وعرة تملؤها حيوانات غريبة الشكل
والسلوك, منها من يفر من أمامه, ومنها من يرمقه بنظرة إرتياب ويغض الطرف عن
وجوده ويفعل ماكان يفعل, ومنها من ينظرإليه نظرات تحدي وعندما يجده لا يهتم يهز
الرأس فخراً بنفسه واستهانة بغريمه,وصل إلى أرض منبسطة تتناثر بهابعض الشجيرات
الصغيرة ,فانفرجت أساريره وفرح فوجود الشجر دليل وجود الماء, وبالفعل وجد نبع
صغير من الماء والماء يسري منه في خطوط رفيعة فانكب يروي ظمأه الذي يكاد يقتله
وأخذ يعب الماء عباً إلى جوفه حتى ارتوى,وجلس بجوار النبع يغسل جروح يديه ويريح
قدميه المنهكتين من طول المسير, وغسل وجهه ليمسح عن عينيه مارأتوبينما هو منشغل
لفت إنتباهه أصوات أقدام على الأرض فنظر إلى مصدر الأصوات ليرى أشخاصاً
تبدواعلى وجههم ملامح بين الطيبة والسذاجة,وجدهم يمشون بظهورهم ويتخبطون في
المسير, أخذ ينظر إليها وهو يفكر ترى ماالذي يدعوها لذلك؟إستجمع شجاعته واقترب من
أحدهم بحذر ليسأله لماذا تمشون بظهوركم هكذا؟رد عليه الشخص باقتضاب: أنت لست
من هنا أليس كذلك؟ فرد عليه: نعم , أنا غريب ضللت الطريق وأحاول العودة إلى وطني
وكنت آمل أن أجد من يساعدني هنا, رد عليه الشخص : تريد الطريق؟ إذا إفعل مثلنا فنحن
أيضا نبحث عن الطريق,فرد متعجبا : ولكنكم تسيرون بظهوركم فكيف تعرفون صحيح
الطريق وأنتم لا ترون موطأ أقدامكم؟ رد عليه الشخص قائلا بحزم : سيرنا بوجوهنا مئات
بل آلاف السنين ولم نصل أبداً إلى غايتنا قررنا أن نمشي بظهورنا كي نصل, فرد عليه
بسخرية وتهكم : وهل وصلتم؟ أجابه الشخص:لاأدري ولا أحد منا يدري فقد نسينا أصلا
الطريق الذي كنا نبحث عنه, فبادره متعجبا: ولماذا إذا تستمرون في هذا السير المضني؟
أجابه الشخص ليس أمامنا إلا ذلك وإلا سبقتنا الأمم الأخرى ووصلت قبلنا,انفجر في
الضحك وترك الشخص وقومه وهم لا يزالون يسيرون بظهورهم وتولى عنهم ليغادر وهو
يقول والله لاأدري أهم المساكين أم أنا ! يا ويل كل من يضل عن طريقه والويل كل الويل
لمن لايعرف أساسا هدفه وطريقه ورحل عنهم بعد أن حمل بعض الماء في ثمارجوز الهند
الجافة وراح ليبحث عن طريقه في مكان آخر..........
نهاية الجزء السادس 22/5/2016 ......... محمد ابو الفتح



الرحلة المجنونة جزء (7) ... محمد ابو الفتح...
حمل مايستطيع حمله من الماء وغادر أرض القوم الحمقى الذين يسيرون بظهورهم
ويأملون أن يصلوا إلى غايتهم, ولكنه هذه المرة يشعر بداخله بتغيير كبير فقد بدأ يعمل
عقله ويفكر فيما مر به خلال رحلته من أصناف البشر والمخلوقات وأنماط تفكيرهم,وبينما
هو غارق في تأمله وتفكيره, أحس ببعض الظلال قد أحاطت به, فالتفت يليها ليرى ما
يحوط به فوجد عدة رجال أشداء يمتطون خيولا وتبدو على وجههم علامات الإجهاد
والعطش ,ورآهم ينظرون لما يحمل من ماء نظرت شوق شديد وأدرك أنه أما يشاركهم ما
يحمل أو يفتكوا به فالإنسان أمام الجوع والعطش يفقد عقله ويجن جنونه,أحس أن يتحفزون
ليهجموا عليه ويسلبونه كنزه الثمين فالماء هنا في هذه الأرض القاحلة هوكنز الكنوز,بادره
زعيمهم قائلا بلهجة آمرة: ياهذا إما حياتك أو ما تحمله من ماء فاختر مصيرك بنفسك,
تمالك نفسه وقال : لابأس سأترك الماء لأقوى رجل فيكم, وهنا ضحك الزعيم قائلا :
إذا ستتركه لي, فرد عليه : ليس لأنك زعيمهم أنك أقواهم, ونظر في عيون من حوله من
رجال فلمح في أعينهم نظرات التدي ليس له إنما لذاك الزعيم الذي يريد أن يستأثر بالماء
لنفسه,لحظات ودارت بينهم معركة حاميه, نسوا الماء وأصبحوا يتحاربون لكي يثبت كل
منهما أنه الأقوى والأجدر بالزعامة, وجلس هو يشاهدهم ساخراً ويحدث نفسه عن
حماقتهم: لو تعاونوا معا لسلبوني الماء وشربوا جميعا , لكنها طبائع البشر ,وماهي إلا
دقائق وكان الجميع على الأرض غرقى في دمائهم بعد أن تصارعوا فيما بينهم وصرعوا
بعضه البعض واحداً تلو الأخروهو ينظر إليهم نظرة ما بين الشفقة والسخرية والفرحة
بالنجاة منهم, ولم يتبق منهم إلا واحد فقط آثر السلامة وترك الصراع فأدرك أنه رجل
مسالم فبذل إليه ببعض الماء الذي تناوله شاكراً وقال له لما تأخذ أحد هذه الخيول تركبه
بدلا من السفر مرتجلا ؟ وبالفعل انتفي أحدها وامتطى سرده ووودع الرجل الذي بقي من
الجماعة المجنونه بالقوة والزعامة وذهب كل منهم إلى سبيله, وعاد هو إلى الغرق في
تفكيره مرة أخرى يقول لنفسه: لقد أهلك هذه الجماعة المترابطة شيئ واحد وهو الطمع,
لو كان لديهم روح الجماعة وتعاونوا لشربوا جميعا ونجوا ولكن كل واحد طمع في الماء
لنفسه وفقط ثم تصارعوا معا من أجل الماء وفي خضم الصراع نسوا مابدأوا الصراع عليه
في الأصل وهو الماء وأرجعوا الصراع لأمر آخر لا قيمة له وهو الزعامة, أيهم يكون
الزعيم والقائد, ونسوا أن في النهاية وعند الموت لافرق بين قائد وتابع ولهذا هلكوا جميعاً
ونجى هووالرجل الذي ابتعد بنفسه عن الصراع الدامي وفتنة الزعامة الجوفاء وتبسم
يحدث نفسه وهاهو درس آخر تعلمته من هؤلاء المجانين مجنوني السلطة والزعامة,
وأخذ جواده ولم ينظر خلفه ليلقي عليهم النظرة الأخيرة فهم لايستحقون إلا مالاقوا من
هلاك , وسار بجواده وهو يربت عليه قائلا:و أخيراً وجدت من يرافقني في رحلتي وإن
كان ليس من البشر.................
نهاية الجزء السابع 23/5/2016......... محمد ابو الفتح




الرحلة المجنونة ......الجزء (Coolمحمد ابو الفتح ................
تقبل رفقة الجواد كهدية من السماء تعينه في رحلة العودة والتي أيقن بعد أن أمعن التفكير
أنها رحلة للعودة إلى الذات بعد أن ضلت الخطى في مسالك ودروب الحياة,وراح يتهادى
على جواده على غير هدى, وفجأو توقف الجواد عن السير وعلا صوته بالصهيل وكاد
يلقيه من فوق ظهره,فنزل من علي صهوته وراح ينظر من حوله ليرى سبب توتر فرسه,
ولم يجد شيئا يسترعي الإنتباه وبالرغم من ذلك يرفض الجواد التحرك للأمام ولو خطوة
واحدة, أدرك أن سر الأمر إنما في الأرض أمام الجواد,فأخذ ينظر بإمعان ولم يلاحظ أي
شئ يدعو إلى الريبة والفزع,ولكنه وثق في حاسة الجواد, أخذ بعض الحجارة وألقاها أمامه
فغاصت من فورها, فأدرك أنه أمام بحر من الرمال المتحركة , قبل جواده ورفيق رحلته
الذي أنقذ حياته بحاسته التي يفتقدها البشر,وتابع إلقاء الحجارة يمنة ويساراً حتى وجد
الحجارة لا تغوص في الرمال ,فأخذ يسير و لجام جوداه بيده بحذر شديد حتى جاوزأرض
الرمال المتحركة ,وأخذ يربت على ظهر حصانه وأسقاه بعضاً مما بقي معه من الماء,
ولكن الجواد علا صهيله مرة أخرى وتعجب إذ رأى فرسه تعدو من بعيد فأدرك أن الجواد
قد أختار رفقة أخري فاطلقه ليلتقي رفيقته وهو يتمنى لو أنه مكانه وأخذ يتابعهما حتىغابا
عن نظره واختفيا عن عينه,فأكمل رحلته والتى أحس بأن كل خطوة منها أصبحت تقربه
من غايته,حتى نزل بواد جميل رائع الجمال والخضرة,وأكثر ما لفت إنتباهه هو أن حصى
الأرض يعكس ضياء الشمس بشكل عجيب , فتناول بعض منها يتفحصها,فإذا هي من
الأحجار الكريمة التي تساوي ثروات العالم بأكمله,وبين الأشجار وعلى مقربة منه س
مع ضحكات خافته عابثة , فاقترب بحذر تعلمه من خلال رحلته , فرأى مجموعة من
الفتياتن الرائعات الحس تلهو بالقرب من عين ماء,وعندما لمحته الفتيات لم يفزعن منه أو
يهربن أو يتوارين عن المكان, بل أشرن إليه لينضم إليهن ويشاركهن في لهوهن فقفز إلى
الماء وسط ضحكات عابثة من الفتيات المثيرات والاتي لم ير مثل حسنهن من قبل ,وخرج
من الماء يلتقط أنفاسه, فاقتربت منه الفتيات تداعبه وتلاعبه, وقالت له إحداهن عليك اليقاء
معنا هنافي وادينا , ولدينا هنا كل شيء وحتى أرض الوادي من الذهب وحصاه من أندر
الأحجار الكريمة ولك أن تختار منا من تشاء لتكون زوجة لك كل ليلة وهكذا ستكون إنى
وأسعد رجل في العالم,وكاد أن يضعف أمام هذا الإغراء الذي يستسلم أمامه أعتى وأحكم
الرجال,ولكنه تذكر أنه في غربةوهدفه الأساسي العودة إلى ذاته ووطنه وقال لنفسه:فقير
في بلادي خير من ملك متوج في الغربة,فاعتذر للفتيات وقررالخروج وإكمال مسيرته
للعودةه, لكن الفتيات رفضن وصرخن فيه : أيها المخبول أتدرك ماذا ترفض؟وإنقضضن
عليه يبرحونه ضربا ورجماً بالأحجارحتى أصبن معظم جسده بجراح عميقة وحاول أن
يتفادي الحجارة المصوبة تجاه رأسه بيديه فتركزت الجروح في يديه مرة أخرى, وهرول
مغادراً المكان والجراح تملأ جسده ونفسه,وأخذ ينظر إلى الحجارة ويقول: الرجم يدمي
البدن والنفس ولو كان بأحجار كريمة,غادر المكان ولكن هذه المرة تذكر شيئاً كان عليه ألا
ينساه من البداية وهو طلب العون والهدى من بالله ولأول مرة منذ بداية رحلته ينظر إلى
السماء ويقول : يارب ,ولمح من بعيد ضوءاً بارقاً يكاد يخظف بصره فاتجه إليه مباشرة
ونفسه تحدثه أنه ضوء النجاة وبارقة الامل والهدى المرسل من رب السماء وراح يردد :
(أمن يجيب المضطرإذا دعاه) .... ...
نهاية الجزء الثامن ...24/5/2016 ......... محمد ابو الفتح...




الرحلة المجنونه...الجزء التاسع والأخير...محمد ابو الفتح...
إنتبه إلى الضوء البعيد وسعى جاهدا أن يصل إليه لعله الإشارة الإلهية ليهتدي إلى طريق
العودة من هذه الرحلة المجنونه هذا العالم الغامض,وكلما سعى إلى مصدر الضوء
واقترب منه إزداد الضوء وضوحاً وتوهجاً حتى دنى منه فأخذ الضوء بعينيه فأصبح لا
يكاد يبصر,فوارى عينيه ليتقي هذا الوهج والضوء المتدفق من هذا المكان الغامض,ومن
خلال أصابعه بدأ يبصر مافي هذا المكان وماحوله,والأمر الأغرب ؟أنه لم يعد يشعر بأي
آلام في يديه بل شفيت الجروح تماماً ولم يعد يشعر بالجوع أو العطش واستعاد كامل
حيويته ونشاطه وأصبح يشعر وكأن الحياة تدب فيه من جديد, وبدا جسده خفيفاً على ساقيه
حتى شعر وكأن يطير ولايسير على قدمين ككل البشر,ورأى من خلال أصابعه مخلوقات
بأجساد بشريه عارية تدور حول قلب الضوء في خفة متناهية, لها أجساد بشريه ولكنها
شفافة رقيقة يكاد يرى من خلالها ماورائها,تدور وكل منها يمسك بيد الآخر لتشكل حلقة
نورانية شفافة حول مصدر الضوء الخفي, وأومأت إليه برأسها وهي تتبسم إبتسامات
جميلة مطمئنه أن أقبل ولاتخف,وكلما إقترب منها ومن مصدر الضوءيشعر بخفة في جسده
ويقل الاحساس بشدة الضوء على عينيه وتتطاير عنه ملابسه الرثة,واقترب أكثر فأكثرولم
يعد يشعر بالأرض تحت قدميه ورفع كفيه عن عينيه فقد أعتادت على الضوء ولم يعد
بحاجة أن يوريها,ودنى من المخلوقات الشفافة التي تركت له مكانا بينها بعد أن أصبح مثلها
تماماً مجرد جسد نوراني شفاف يدور معها في خفة حول مصدر الضوء,وكلما دارت حول
مصدر الضوء كلما زادت توهجاً وازدادت هي خفة وشفافية,وبدأت الأجساد الشفافة تعلو
رويداً رويداً وهي تدور حول نفسها وحول الضوء العجيب في تناغم عجيب وساحر يأخذ
بالألباب,وبدأت تسمو وتعلو وتتحول إلى أضواء ملونه تبهر العيون وهي وسطها يدور
معها,وبدأت تتلاشى في الهواء وبدا هو يهبط إلى الأرض وعينه تتابعها إلى أعلى,ثم عاد
ينكس الرأس إلى أسفل خجلا من نفسه,إنها المرة الأولى التي ينظر فيها إلى السماء منذ
بدأ هذه الرحلة المجنونه,كيف نسي أن للكون رب يدبر أمره بحكمة وقدرة بالغة ؟
كيف نسي أن يدعوالله أن ينجيه من كل هذه الكروب؟عاد إلى نفسه يؤنبها على هذه
الغفلة, وأعاد الفضل إلى هذه المخلوقات الملائكية النورانية في العودة إلى نفسه
وتسائل ماهذه الأجسام التى رآها وكان لها الفضل كل الفضل في العوده إلى رشده
ونقاء سريرته وتطهره من أوزاركانت تثقل خطاه ويأن منها متنه؟ أهي ملائكة؟
أم انها رؤيه صالحة أراد الله به منها خيراً, ونظر ألى مصدر الضوء الذي بدأ يخبو أمامه
ويتوهج في داخله وهو يناجي ربه دامعاً: يارب.
وراح في نوبة من البكاء الذي يطهر النفس وينقي القلب وهو يتضرع ألى الله أن ينجيه من
كربه ويهديه سبيل رشده,وشعر بنسمات حانية تداعب خده وتتخلل جسده العاري ,
ونظر حوله فوجد دائرة من الضوء تتكون أمامه ومن خلالها يرى درب ممهد مستقيم
تحوطه أزهار وورود من الجانبين فاقترب من الدائرة ودخل فيها وأحس أنه ينزلق
بداخلها,وينزلقوماهي ألا لحظات وأفاق من حلمه ليجد نفسه وقد وقع عن كرسيه الذي
كان يجلس عليه وتلفت حوله وتحسس جسده ليجد نفسه في غرفته والأوراق ساكنه في
مكانها والقلم بجوارها وفي عينيه وعلى خديه دمعات من آثر البكاء,قام من مكانه وقد
أدرك عن ماذا سيكتب قصته الجديدة والتي فكر أن يسميها الرحلة المجنونة ثم عدل عن
الإسم ليسميها( الرحلة الميمونه) وجلس وتناول قلمه وشرع يكتب ......
النهاية و البداية........محمد ابو الفتح 24/5/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرحلة المجنونه .. بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القناع جزء .... بقلم الأستاذ / محمد أبو الفتح
» رحلة عُمْر .. بقلم الأستاذ / اسماعيل العمرو
» مصانع الرجال 21 .. بقلم / الأستاذ أحمد الشيخ علي
» بين قصيدةٍ ومعنًى ... بقلم الأستاذ / خالد عرار
»  نبض فلسطين بقلم الشاعر العميد محمد عبد اللطيف الحريري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشتار برس الثقافية :: مقهى عشتار الثقافي , شعر ,نثر ، خواطر ,قصة-
انتقل الى: