لِفراغٍ بين قصيدةٍ ومعنًى
كوني الفراغَ المستفيضَ
أكنْ أنا ..
وأبوحُ للصّمت الغريزيِّ المعلّقِ
بين أنجمنا وبيني ، والصّهيل
لا ترجُ عِيرَكَ يا قَصيَّ الفكر
في السَّطرِ العدم .
كوني العلاقة بين أحرفنا
أكُنْكِ ..
معانداً ألَمَ السّنابلِ
مؤمناتٍ بالحَصاد !!
وبالرحيلِ إلى متاهات السّنا
خلفَ الهزائمِ ، والجيوش
القابضاتِ على الحَبق ..؟
في البئر تسكنُ مُذْ رحلتَ
سنابك الأخبار ، ترفضُها السّفوح .
ها أنتِ تحتاجين رسماً آخراً لِخُطى الشّجر
فَلِمَ انزويتِ كطائرٍ فَقَدَ الجناحَ
فراحَ يبحثُ عن أثر .
ماذا دهاكِ ؟
ألمْ نكنْ كالبوحِ أعلى السّروة المزهوّة
الأحلى ، على خدِّ الأماكن
لونَ زهر ..؟
ماذا دهاكِ تكابرينَ
وجرحُ خدّكِ ما يزالُ كما اشتهت تلك
المُصابةُ بالتّوحد ، والنّفور ..؟
ألَها ابتسامةُ أزمنٍ
ولكِ التّعب ..؟
ألَها بكارةُ مَنْ مضوا نحو السّنين
مكوِّنين من الخُطى قصراً
ونسعى في نَصب ..؟
كوني الفراغَ ..
أكنْ بصيصاً من رؤاكِ
أكنْ ربيعاً في كتاب الأزمنة .
كوني السّماءَ ، الأُمَّ تحضنُ أنجماً
كوني الترابَ مُعنْوِناً جذر الشُّتَيْلاتِ الأسارى بالهوى
أكنِ الفَنَن ..
يا سدرةَ الفرحِ المُهادِنِ طائرَيْنِ
كوني القصيدة والمؤلّفَ ، والربى
أكنِ المعاني اللامعات كشمسنا
أكنِ القضية ، والشَّجن .