د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: قصة اصحاب السبت الأحد مايو 08, 2016 8:26 am | |
| أصحاب السبت ورد ذكر القصة في سورة البقرة . كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف . أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود ، كانوا يسكنون في قرية ساحلية . اختلف المفسّرون في اسمها ، ودار حولها جدل كثير . أما القرآن الكريم ، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها . وكان اليهود لا يعملون يوم السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله . فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوماً للراحة والعبادة ، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة وجرت سنّة الله في خلقه . وحان موعد الاختبار والابتلاء . اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله . وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزماً ، وأشد إرادة . تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع ، والصمود أمام المغريات . لقد ابتلاهم الله عز وجل ، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل ، وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها . ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع . فانهارت عزائم فرقة من القوم ، واحتالوا الحيل ، على شيمة اليهود ، وبدأوا بالصيد يوم السبت . لم يصطادوا السمك مباشرة ، وإنما أقاموا الحواجز والحفر ، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ، ثم اصطادوها يوم الأحد . كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ، وهو محرّم عليهم فانقسم أهل القرية لثلاث فرق . فرقة عاصية ، تصطاد بالحيلة . وفرقة لا تعصي الله ، وتقف موقفاً إيجابياً مما يحدث ، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتحذر المخالفين من غضب الله . وفرقة ثالثة ، سلبية ، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر . وكانت الفرقة الثالثة ، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم : ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة ؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم ، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم . فلا جدوى من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته . وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته ، كان الناهون عن المنكر يجيبون : إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر ، لنرضي الله سبحانه ، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة . وربما تفيد هذه الكلمات ، فيعودون إلى رشدهم ، ويتركون عصيانهم بعدما استكبر العصاة المحتالون ، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعاً معهم ، جاء أمر الله ، وحل بالعصاة العذاب . لقد عذب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر . أما الفرقة الثالثة ، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المنكر ، فقد سكت النصّ القرآني عنها . لقد كان العذاب شديداً . لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقاباً لهم لإمعانهم في المعصية . وتحكي بعض الروايات أن الناهين عن المنكر أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد . فتعجبوا وذهبوا لينظروا ما الأمر . فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة . فعرفت القردة أنسابها من الإنس , ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة . فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي . فيقول : ألم ننهكم فتقول برأسها نعم | |
|