د.حسن نعيم إبراهيم المدير العام
عدد المساهمات : 401 تاريخ التسجيل : 28/04/2016 العمر : 68
| موضوع: قصة اصحاب الاخدود الأحد مايو 08, 2016 8:27 am | |
| أصحاب الأخدود ورد ذكر القصة في سورة البروج وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم . إنها قصة فتىً آمن ، فصبر وثبت ، فآمنت معه قريته . لقد كان غلاماً نبيهاً ، ولم يكن قد آمن بعد . وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية . وكان للملك ساحر يستعين به . وعندما تقدّم العمر بالساحر ، طلب من الملك أن يبعث له غلاماً يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته . فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر . فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه ، وفي طريقه كان يمرّ على راهب . فجلس معه مرة وأعجبه كلامه . فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر . وكان الساحر يضربه إن لم يحضر . فشكى ذلك للراهب . فقال له الراهب : إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر وكان في طريقه في أحد الأيام ، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس . فقال الغلام في نفسه ، اليوم أعلم أيهما أفضل ، الساحر أم الراهب . ثم أخذ حجراً وقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس . ثم رمى الحيوان فقلته ، ومضى الناس في طريقهم . فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث . فقال له الراهب : يا بنى ، أنت اليوم أفضل مني ، وإنك ستبتلى ، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ . وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض . فسمع به أحد جلساء الملك ، وكان قد فَقَدَ بصره . فجمع هدايا كثيرة وتوجه بها للغلام وقال له : أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني . فأجاب الغلام : أنا لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله تعالى ، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك . فآمن جليس الملك ، فشفاه الله تعالى فذهب جليس الملك ، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره . فقال له الملك : من ردّ عليك بصرك ؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن : ربّي . فغضب الملك وقال : ولك ربّ غيري ؟ فأجاب المؤمن دون تردد : ربّي وربّك الله . فثار الملك ، وأمر بتعذيبه . فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام . أمر الملك بإحضار الغلام ، ثم قال له مخاطباً : يا بني ، لقد بلغت من السحر مبلغاً عظيماً ، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل . فقال الغلام : إني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله تعالى . فأمر الملك بتعذيبه . فعذّبوه حتى دلّ على الراهب . فأُحضر الراهب وقيل له : ارجع عن دينك . فأبى الراهب ذلك . وجيئ بمنشار ، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين . ثم أحضر جليس الملك ، وقيل له : ارجع عن دينك . فأبى . فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب . ثم جيئ بالغلام وقيل له : ارجع عن دينك . فأبى الغلام . فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل ، وتخييره هناك ، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل . فأخذ الجنود الغلام ، وصعدوا به الجبل ، فدعى الفتى ربه : اللهم اكفنيهم بما شئت . فاهتزّ الجبل وسقط الجنود . ورجع الغلام يمشي إلى الملك فقال الملك: أين من كان معك ؟ فأجاب : كفانيهم الله تعالى . فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة ، والذهاب به لوسط البحر ، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه . فذهبوا به ، فدعى الغلام الله : اللهم اكفنيهم بما شئت . فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام . ثم رجع إلى الملك . فسأله الملك باستغراب : أين من كان معك ؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله : كفانيهم الله تعالى . ثم قال للملك : إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به . فقال الملك : ما هو ؟ فقال الفتى المؤمن : أن تجمع الناس في مكان واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم تأخذ سهماً من كنانتي ، وتضع السهم في القوس ، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني ، فإن فعلت ذلك قتلتني استبشر الملك بهذا الأمر . فأمر على الفور بجمع الناس ، وصلب الفتى أمامهم . ثم أخذ سهماً من كنانته ، ووضع السهم في القوس ، وقال : باسم الله ربّ الغلام ، ثم رماه فأصابه فقتله . فصرخ الناس : آمنا بربّ الغلام . فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا : أرأيت ما كنت تخشاه ! لقد وقع ، لقد آمن الناس . فأمر الملك بحفر اخدوداً في الأرض ، وإشعال النار فيها . ثم أمر جنوده ، بتخيير الناس ، فإما الرجوع عن الإيمان ، أو إلقائهم في النار . ففعل الجنود ذلك ، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها ، فخافت أن تُرمى في النار . فألهم الله الصبي أن يقول لها : يا أمّاه اصبري فإنك على الحق | |
|