نبض فلسطين للشاعر العميد محمد عبد اللطيف الحريري
يا شاعراً لا قريضاً بعدما كَتبت
وهج السيوف إذ ازد
إمنح قريضك عزاً و اتعض بهمُ
أهل الرباط و لا تسمعْ لمن عتبوا
لسنا وقوداً لهم نحن الذين سعوا
هذا الجهاد ثراءٌ تعلوا به الرتب
هذي الديار و بالقرآن قد ذكرت
مسرى الرسول فلا ينتابك الغضب
إغضب على عربٍ باعوا كرامتهم
إن العروبة قطٌّ ما لها رغبوا
للعزّ أهلٌ و ليسوا أهله أبداً
هم البلاء إلى قبحٍ قد انتسبوا
حكّام في دار رجسٍ كان مجلسهم
و الشام تأبى دياراً صابها الجربُ
يا ويح قمّتهم ساءت مطالبهم
بالشجبِ قد بدأوا و الريب ينسكبُ
والله ما جمعهمْ إلّا مناشدةً
كي يقتلوا عزٌةً شيطان يحتسبوا
تباً على الشعر إذ ما فيه لعنهم
من قيح صهيون كأس الذلِ قد شربوا
في الأمس كان على الشآم حلفهمُ
و اليوم غزّة منهم صابها العطب
ويل الذي قد وشى بالشآم يبعدها
بانت خباثتهم و انزاحت الحجب
حرب البسوس ، و خابت تلك واشيةٌ
أن تمنع الشام عن ما سعيها يجب
إن الشآم على مرِّ العصور هدىً
إذ ضرَّها خاذلٌ فالضرُّ ينقلبُ
يا قدس أنت لها تأشير بوصلةٍ
ما بدّلت يوم عافت أصلها العربُ